مقال

البراء بن عازب الخزرجي ” جزء 3″

البراء بن عازب الخزرجي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث مع البراء بن عازب الخزرجي، وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله ” وعن البراء بن عازب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنائز وإفشاء السلام وإجابة الداعي وتشميت العاطس ونصر المظلوم وإبرار القسم ونهانا عن الشرب في الفضة فإنه من يشرب فيها في الدنيا لا يشرب فيها في الآخرة وعن التختم بالذهب وركوب المياثر ولباس القسي والحرير والديباج والإستبرق” وقال البراء بن عازب، لم أزل لبني هاشم محبا، فلما توفي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.

 

تخوفت من قريش لأني كنت أحس بأنها تريد أن تخرج هذا الأمر أى الخلافة، من بني هاشم وبعد إعلان بيعة أبي بكر الصديق، وكان البراء بن عازب والمقداد بن الأسود وعُبادة بن الصامت، وسلمان الفارسي وأبو ذر وحُذيفة، وأبو الهيثم بن التيهان من الرافضين لها، وكان البراء من خواص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكان يقضي معظم أوقاته عنده، فيسمع منه ويناظره وفي مرة من المرات سأله أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه، كيف اعتنقت دين الإسلام؟ فقال له كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبع النبى صلى الله عليه وسلم، تخفي علينا العبادة، فلما اتبعناه ووقعت حقيقة الإيمان في قلوبنا عرفنا معنى العبادة، وعن البراء بن عازب قال من تمام التحية أن تصافح أخاك.

 

وعنه رضي الله عنه قال كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه حصان مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال صلي الله عليه وسلم “تلك السكينة تنزلت بالقرآن” وقد جمع الأمام أحمد ما رواه عن البراء بن عازب رضي الله عنه فى الجزء الرابع من مسند الإمام أحمد وكثرة رواية البراء رضي الله عنه للأحاديث هى سبب شهرته فى مجالس العلم والعلماء، وطلاب العلم وتكرر اسمه فى بطون كتب الفقه والحديث والسيرة، وأكثر من كبار الصحابة المشهورين والمعروفين، ولكن يندر من يعرف سيرة هذا الصحابي الفتى فى الجهاد والفتح، واستقر البراء بن عازب رضى الله عنه فى الكوفة للعلم والتعلم.

 

والحديث عن رسول الله صلي الله علية وسلم وتربية المسلمين على منهج الإسلام القويم ولذلك وردت عنه أحاديث كثيرة، وترك أثارا علمية طيبة فى الكوفة ولذلك يُعد من فقهاء الصحابة فى الكوفة، وهكذا جمع هذا الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه بين الخيرين السيف والقلم أو الجهاد والعلم، فجاهد وشارك فى القتال وشهد الغزوات مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم الفتوح والمعارك الفاصلة فى عهد الراشدين مدة تقرب من أربعين عاما، ثم صرف معظم عمره رضي الله عنه وهو أكثر من ثلاثين سنة فى العلم والتعليم، والتحديث والرواية والفقه والتربية، رضي الله عنه، توفي رضي الله عنه وأرضاه بالكوفة سنة اثنين وسبعون من الهجرة في إمارة مصعب بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى