مقال

الركن الثاني من أركان الإسلام ” جزء 1″

الركن الثاني من أركان الإسلام ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

لقد عظم الإسلام شأن الصلاة ورفع ذكرها وأعلى مكانتها، فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، والصلاة أم العبادات، والصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد من عمله، فصلاح عمله وفساده موقوف بصلاح صلاته وفسادها، وأنها الصلة بين العبد وربه، وهي السبيل الذي يجعل المؤمن يشعر بالراحة والطمأنينة، فإذا أداها بخشوع وأحسن القيام بكل شروطها من طهارة ووضوء ونية خالصة بالتوجه لله وحده فيها، وهي عنوان صلاح المسلم، وهى آخر وصايا النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى وأفضل الطاعات، والصلاة هى أفضل الأعمال، فقد تكلم النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال فقال ” الصلاة على وقتها ” رواه مسلم، وإن من أعظم البر الصلاة فعن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال.

 

” آول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما يبقى من دينكم الصلاة ” وقال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة صلاته فإن تقبلت منه صلاته تقبل منه سائر عمله وإن ردت عليه صلاته رد سائر عمله ” فصلاتنا آخر ديننا وهي أول ما نسأل عنه غدا من أعمالنا، فليس بعد ذهاب الصلاة إسلام ولا دين، فإذا صارت الصلاة آخر ما يذهب من الإسلام فكل شيء يذهب آخره فقد ذهب جميعه، والصلاة كفارة للذنوب والخطايا، والصلاة حفظ وأمان للعبد فى الدنيا والآخرة، وإن الإسلام قد عُني في كتابه وسنته بأمر الصلاة، وشدد كل التشديد فى طلبها، وحذر أعظم التحذير من تركها، فالصلاة عمود الدين، ومفتاح الجنة، وخير الأعمال، وأول ما يحاسب عليه المؤمن يوم القيامة، وهي من صفات المتقين.

 

والصلاة هي أجل عبادة في دين الإسلام بعد الإيمان بالله تعالى، وقد فرضها الله تعالى على عباده بلا واسطة، ويؤكد المحافظة عليها في الحضر والسفر، والأمن والخوف، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى والمحافظة على الصلاة في أوقاتها مع جماعة المسلمين، واعلموا أنه لا دين لمن لا صلاة له، وسميت الصلاة صلاة لأنها الصلة بين العبد وبين مولاه، فلا تقطعوا صلتكم بمولاكم، فإن العبد إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه تبارك وتعالى، وقد وعد الله المصلين الذي هم على صلاتهم يحافظون بالفلاح والخلود في الفردوس، ولما كانت الصلاه عمود الدين، فقد وعد الله عز وجل أهلها بالفلاح والظفر في الدنيا والخلود في الفردوس الأعلى في الآخرة، وعظم ذلك على عدو الله إبليس وقال ما رأيت قوما مثل هؤلاء، أصيب منهم ثم يقومون إلى الصلاة.

 

فيمحي عنهم ذلك فجد واجتهد في التنفير منها وتثقيلها على النفوس حتى تهاون بها الكثير من الناس، ولم يقدروا لها قدرها، أما علم هؤلاء أنها ركن الإسلام الثاني بعد الشهادتين، وأن الإسلام يبيح دم تاركها جحودا، وقد أمر الله عز وجل بقتلهم حتى يتوبوا ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، وقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم ” العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر” وقال ابن القيم رحمه الله ” لا يختلف المسلمون أن تولى الصلاة الفريضة عمدا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وأن إثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنى والسرقة وشرب الخمر وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة، ثم ذكر اختلاف العلماء في كيفية قتل تارك الصلاة فقال بعضهم يقتل ضربا بالسيف.

 

وهذا قول جمهور العلماء، وقالت بعضهم يقتل ضربا بالخشب حتى يصلي أو يموت وهذا قول بعض الشافعية، وقال بعضهم ينخس بالسيف حتى يموت، وبعضهم يرى أن يحبس حتى يتوب أو يموت، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله ” فجعل إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مع الإتيان بالشهادتين عاصمين للدم والمال، كما أن جحدها مهدر للدم والمال، فاعلم أخي السلم أن حظك من الإسلام وقدر الإسلام عندك بقدر حظك من الصلاة وقدرها عندك، واحذر أن تلقى الله ولا قدر للإسلام عندك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” الصلاة عمود الدين”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى