مقال

عروة بن مسعود الثقفي ” جزء 1″

عروة بن مسعود الثقفي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

هو عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف الثقفي، وهو عم والد المغيرة بن شعبة، وهو صحابي مشهور، وهو زعيم ثقيف في زمانه وأحد وجوه العرب، وكان له الكثير من المآثر والأخبار، وهو عظيم القريتين على ما ذكر لدى المفسرين وأبوه مسعود بن معتب سيد بني ثقيف في حرب الفجار ضد كنانة، وقد ولد في الطائف في بيت عز وشرف، فأبوه مسعود بن معتب كان زعيم ثقيف وقيس عيلان في حرب الفجار أمام قريش وكنانة، وقد حضر تلك الحروب هو وإخوتة الأسود ونويرة ووحية وهم يومئذ غلمان، فكانوا في يوم عكاظ، وهى إحدى أيام حرب الفجار، وكانوا يجيرون قومهم ويدخلونهم خباء أمهم سبيعة بنت عبد شمس وهي أمرتهم بذلك ليسودوا، وبذلك تحققت لة السيادة والشرف من الصغر فأصبح مقدما لدى قومة.

 

وأحد وجية العرب وأشرافها، وأمه هى سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف أخت آمنة، وكان أحد الأكابر من قومه، وقيل إنه المراد بقوله ” علي رجل من القريتين عظيم” وقيل أن المراد بالقريتين مكة والمدينة، واختلفوا في تعيين الرجل المراد، فعن قتادة أرادوا الوليد بن المغيرة من أهل مكة وعروة بن مسعود الثقفي من أهل الطائف، وكان عروة بن مسعود حين حاصر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أهل الطائف بجرش يتعلم عمل الدبابات والمنجنيق ثم رجع إلى الطائف بعد أن ولى رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم، فعمل الدبابات والمنجنيق والعرادات وأعد ذلك حتى قذف الله عز وجل، في قلبه الإسلام فقدم المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وقيل أنه لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الطائف، اتبع أثره عروة بن مسعود.

 

بن معتب حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يرجع إلى قومه بالإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن فعلت فإنهم قاتلوك” فقال له عروة يا رسول الله أنا أحب إليهم من أبصارهم، وكان فيهم محببا مطاعا، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام فأظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف على قومه وقد دعاهم إلى دينه رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله، وقيل فى صلح الحديبيه أن عروة بن مسعود الثقفي وكان إذ ذاك كافرا قال لقريش ألست منكم بمنزلة الولد؟ قالوا بلى، قال ألستم مني بمنزلة الوالد؟ قالوا بلى، قال فدعوني آته ويقصد النبي صلى الله عليه وسلم، فأعرض عليه وقد عرض عليكم خطة رشد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، قال لبديل بن ورقاء قبل عروة بن مسعود.

 

“إننا ما جئنا لقتال إنما جئنا قاصدين البيت” وكان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قد أهلوا بالعمرة فصدتهم قريش عن البيت، فقال النبي عليه الصلاة والسلام لبديل بن ورقاء “إننا ما جئنا لقتال إنما جئنا قاصدين البيت فإن شاءوا ماددتهم مدة وإلا فوالله لأقاتلنهم على أمري حتى تنفرد سالفتى” يعنى أنا إذا دخلت في حرب، أنا لا أتهاون ولن أتردد أبدا في أن أدخل في حرب، إنما إذا أرادوا الهدنة ماددتهم مدة أخرى، وهذا الكلام لم يعجب قريشا وظلت المسائل في شد وجذب فلما رأى عروة بن مسعود الثقفي هذا الشد والجذب قال فدعوني آته ربما يكون هناك أمور أخرى في المفاوضات فيقول قولا آخر بخلاف ما قاله لبديل بن ورقاء، ثم إن عروة بن مسعود قال قولا ليؤكد أمانته في رفع التقرير، قال ألستم مني بمنزلة الوالد؟ وعادة لا يخدع الولد والده.

 

قالوا بلى، قال ألست منكم بمنزلة الولد؟ يعني أنتم مني بمنزلة الوالد وأنا منكم بمنزلة الولد، يعني مسألة الخيانة في رفع التقرير هذه مسألة غير واردة، قالوا بلى، قال دعوني آته، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له نحوا من قوله لبديل بن ورقاء، فجاءه عروة بن مسعود فقال يا محمد، إنها واحدة من اثنتين إذا قامت الحرب بيننا وبينك واجتحت قومك وغلبتهم ووضعت أنوفهم في التراب، فهل علمت أحدا اجتاح قومك قومه قبلك؟ كأنه يذكره أن هذا ليس من مكارم الأخلاق، إنك إن ظفرت بقومك وأهلك وعشيرتك فإنك تفعل فيهم كل ذلك، وإلا كأنه قال وما أخالك تستطيع أن تفعل كل ذلك وإذا قامت الحرب فوالله ما أرى حولك إلا أوباشا خليقا أن يفروا ويدعوك، قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه، أنحن نفر وندعه؟ وقال له كلمة عظيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى