مقال

الدكرورى يكتب عن آخر ملوك يهوذا صدقيا بن يوشيا “جزء 5”

الدكرورى يكتب عن آخر ملوك يهوذا صدقيا بن يوشيا “جزء 5”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الخامس مع آخر ملوك يهوذا صدقيا بن يوشيا، وقد اعتبر منسى من التابعين للإمبراطورية الآشورية، فقد ساعد في توفير مواد البناء لمشاريع أسرحدون وفي حملة آشوربانيبال على مصر، وعندما أصبح يوشيا ملكا على يهوذا في عام ستمائة وأربعون قبل الميلاد كان الوضع الدولي قد تغير، فقد بدأت الإمبراطورية الآشورية الجديدة تتفكك، ولم تأخذ الإمبراطورية البابلية محلها، وكانت مصر لاتزال تتعافى من الاستعمار الآشوري، وقد استطاعت مملكة يهوذا في ظل الفراغ هذا أن تحظى باستقلال مؤقت دون أي تدخل أجنبي، ومع ذلك قاد الفرعون نخاو الثاني جيشا كبيرا وقد اجتاز نخاو الثاني الطريق الساحلي إلى سوريا وصولا إلى نهر الفرات لمساعدة الآشوريين هناك، وأثناء مروره بالقرب من أراضي دولة يهوذا منع جيش يوشيا.

 

القوات الفرعونية، من دخول أراضيه، وربما يعود ذلك إلى أنه شعر بضعف الآشوريين والمصريين، وكان ذلك بعد موت الفرعون بسماتيك الأول، وقد حاول يوشيا عرقلة تقدم القوات الفرعونية في مجدو في محاولة منه لدعم البابليين في مواجهة التحالف الآشوري الفرعونى، وحدثت معركة شرسة تم قتل فيها يوشيا، ثم انضم نخاو مع جيشه إلى القوات الآشورية وعبروا نهر الفرات وحاصروا حران، لكن القوات المشتركة فشلت في الاستيلاء على المدينة، وتراجع نخاو إلى شمال سوريا، وأدى هذا الفشل أيضا لتفكك الإمبراطورية الآشورية، وكان عند عودة الفرعون نخاو الثاني إلى مصر في عام ستمائة وثمانية قبل الميلاد حيث مر عبر أراضي مملكة يهوذا وجد أن يهوآحاز قد تولى العرش فخلعه واستبدله بأخيه الأكبر يهوياقيم، وفرض على مملكة يهوذا.

 

ضريبة باهظة، وأخذ معه يهوآحاز إلى مصر كأسير، وقد حكم يهوياقيم مملكة يهوذا كتابع لمصر، ودفع جزية كبيرة سنويا، ومع ذلك عندما هزم البابليون الفراعنة في كركميش فقد غير يهوياقيم ولاءه، وأعلن تأييده لنبوخذ نصر الثاني ملك بابل، وقد حاول نبوخذ نصر الثاني في السنة الرابعة من حكمه غزو مصر ولكنه فشل وتكبَّد خسائر فادحة، وقد أدى هذا الفشل إلى العديد من التمردات بين دول بلاد الشام التي تدين بالولاء لبابل، وتوقف يهوياقيم عن التبعية لنبوخذ نصر وأيَّد مصر، وسرعان ما تعامل نبوخذ نصر مع هذه التمردات فغزا أراضي سوريا وممالكها، وفي عام ستمائة قبل الميلاد تقريبا فقد حاصر القدس، وقد مات يهوياقيم خلال الحصار، وخلفه ابنه جيكونيا، وقد سقطت المدينة بعد حوالي ثلاثة أشهر وقد نهب نبوخذ نصر القدس.

 

ومعبدها الشهير، وحمل كل كنوز المعبد إلى بابل، وقد رحل نبوخذ نصر جزءا كبيرا من سكان يهوذا إلى بابل، وأما عن الملك صدقيا فهو ابن الملك يوشيا من زوجته حموطل، ويوشيا ملك يهوذا وحسب الكتاب العبري، ينسب إلى هذا الملك قيامه بعدة إصلاحات في مملكته بخصوص العبادة بعد اكتشافه نصوص من الكتاب العبري في هيكل سليمان، حيث ظهرت هذه النصوص تهدد بسقوط مملكة يهوذا ما لم يرجع شعب يهوذا لعبادة الله الواحد وتركه لعبادة الأصنام، وبعد هذا الاكتشاف قام يوشيا بتحطيم جميع الأوثان في المملكة ما عدا تابوت العهد لكي يجعل شعب يهوذا يعبد الله الواحد، خلف يوشيا الحكم من والده أمون، ويذكر سفر إرميا أن عندما حاول نخاو الثاني ملك مصر عبور أرض يهوذا لمساعدة ملك آشور من البابليين.

 

حاول يوشيا منعه فحذره نخاو الثاني وقال له ما لك ولي يا ملك يهوذا، إلا أن يوشيا لم يقبل بعبور الجيش المصري من يهوذا في أرض مجدو فتقاتل ضد الجيش المصري وقتل هناك وبعد مقتله رثاه إرميا ووضع سفر، خاص له، وهو سفر مراثي إرميا وتولى الحكم بعده إبنه يهوآحاز، وحسب إنجيل متى يعتبر يوشيا واحد من أجداد يسوع، وقد نصبه الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني ملكا على يهوذا بعد أن سبى يهويا كين ابن أخيه الذي قاد عصيان يهوذا الأول على بابل بعد أبيه يهوياقيم، وياهواياكين هو أحد الملوك الذين حكموا اورشليم وهو ليس نبي كما ذكر وقد حكم يهوذا وكان عمره ثمان عشر عام، وكان يهوياكين ابن ثماني عشرة سنة عندما ملك ثلاثة أشهر في اورشليم، وكان اسم امه نحوشتا بنت الناثان من اورشليم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى