مقال

الدكرورى يكتب عن عبد الله بن سلام بن الحارث “جزء 2”

الدكرورى يكتب عن عبد الله بن سلام بن الحارث “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

 

ونكمل الجزء الثاني مع عبد الله بن سلام بن الحارث، وأما عن عبد الله بن سلام، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، أن عبد الله بن سلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقدمه إلى المدينة، فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمها إلا نبي ما أول أشراط الساعة؟ وما أول ما يأكل أهل الجنة؟ ومن أين يشبه الولد أباه وأمه؟ قال ” أخبرني بهن جبريل آنفا ” قال ذاك عدو اليهود من الملائكة، قال النبي صلى الله عليه وسلم” أما أول أشراط الساعة، فنار تخرج من المشرق، فتحشر الناس إلى المغرب، وأما أول ما يأكله أهل الجنة، فزيادة كبد حوت، وأما الشبه، فإذا سبق ماء الرجل نزع إليه الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزع إليها ” قال أشهد أنك رسول الله، وقال يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، وإنهم إن يعلموا بإسلامي بهتوني، فأرسل إليهم، فسلهم عنى، فأرسل إليهم.

 

فقال ” أي رجل ابن سلام فيكم؟” قالوا حَبرنا وابن حبرنا، وعالمنا وابن عالمنا، قال ” أرأيتم إن أسلم، تسلمون؟” قالوا أعاذه الله من ذلك، قال فخرج عبد الله، فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فقالوا شرُنا وابن شرنا، وجاهلنا وابن جاهلنا، وأما عن أشراط الساعه وهى علامات الساعة، وهي مجموعة من الظواهر والأحداث يدل وقوعها على قرب يوم القيامة، والأشراط في اللغة العربية هى جمع شرط، والشرط هو العلامة، وأشراط الساعة أي علاماتها، فهي العلامات التي يكون بعدها قيام الساعة، والساعة هو الوقت الذي تقوم فيه القيامة، وسميت الساعة لأنها تفاجئ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة، وأما عن الصحابى الجليل عبد الله بن سلام، فكان ممن أسلم مبكرا، فقد بدأت قصته مع قدوم النبي صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة.

 

فلما سمع بقدوم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة، وعرف أن الناس قد تجمعوا لاستقباله انطلق معهم، وهو يحمل الثمر الذي كان يقطفه في أرضه، فلما نظر إليه عرف أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول شئ سمعه عبد الله بن سلام من النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ” فدنوت منه وشهدت أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم، وقال “ما اسمك؟” فقلت الحصين بن سلام، فقال ” بل عبد الله بن سلام” قلت نعم، عبد الله بن سلام، والذي بعثك بالحق ما أحب أن لي اسما آخر بعد اليوم، وعن عامر بن سعد، عن أبيه، قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول لأحد إنه من أهل الجنة.

 

إلا لعبد الله بن سلام، وفيه نزلت الآيه “وشهد شاهد من بنى إسرائيل على مثله” من سورة الأحقاف، وعن مصعب بن سعد، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” يدخل من هذا الفج رجل من أهل الجنة” فجاء ابن سلام، وعبد الله بن سلام هو ممن يؤتون أجورهم مرتين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ” ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيِّه وآمن بمحمد، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه، ورجل كانت عنده أمة أي جارية يطؤها، فأدبها فأحسن تأديبها، وعلمها فأحسن تعليمها، ثم أعتقها فتزوجها، فله أجران” ولقد كان من مناقبه أنه نصر عثمان بن عفان رضى الله عنه، يوم الدار، وقد لزم عبد الله بن سلام المدينة المنورة، يعظ ويفتي ويشرح أمور الدين حتى تقدم به العمر، وتوفي سنة ثلاثة وأربعين من الهجرة.

 

وقد قارب السبعين من عمره، ودفن في المدينة المنورة، ويقال أنه دفن في غوطة دمشق الشرقية ببلدة تدعى سقبا وبني عند قبره مسجد يحمل اسمه، وكان عند قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، كان الأنصار يتطلعون إلى استضافته صلى الله عليه وسلم، وكلما مر على أحدهم دعاه للنزول عنده، فكان صلى الله عليه وسلم، يقول لهم دعوا الناقة فإنها مأمورة، فبركت على باب أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، في مكان المسجد النبوي الشريف الذي هو فيه الآن ثم أخذت الوفود تتوافد، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في دار أبي أيوب الأنصارى، وقد تنادى الناس فيما بينهم، قد قدم رسول الله، قد قدم رسول الله، فجاء عبد الله بن سلام مع الناس، ليرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال “أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدينة انجفل أى أسرع الناس إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى