مقال

الدكروري يكتب عن غزوة فتح مكة “جزء 6”

الدكروري يكتب عن غزوة فتح مكة “جزء 6”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع غزوة فتح مكة، فقال عمر رضي الله عنه مهلا فو الله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب، لأن إسلامك أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس ذلك، وعندما جاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ألم يأن لك بأن تعلم أن لا إله إلا الله ” فقال أبو سفيان بأبي أنت وأمي ما أحلمك، وما أكرمك وأوصلك، أما هذه فإن في النفس منها شيئا حتى الآن، فقال له العباس أسلم قبل أن تضرب عنقك، فأسلم، وأعلم العباس النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، أن أبا سفيان يحب الفخر، فقال رسول الله صلى عليه وسلم ” من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ” ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، فكان هذا منه أمانا لكل من لم يقاتل من أهل مكة، ولهذا قال جماعة من أهل العلم.

 

منهم الشافعي، رحمه الله، أن مكة مؤمنة، وليست عنوة كالصلح، وروى أن أهلها مالكون رباعهم وبيوتهم، ولذلك كان يجيز كراءها لأربابها، وبيعها وشراءها، لأن من آمن فقد حرم ماله ودمه وذريته وعياله، إلا الذين استثناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بقتلهم، وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة، وصدر حكمه صلى الله عليه وسلم بقوله ” مكة حرام محرمة، لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، وإنما أحلت لي ساعة من النهار، ثم هي حرام إلى يوم القيامة ” ثم أمر صلى الله عليه وسلم العباس أن يوقف أبا سفيان بخطم الوادي ليرى جيوش الله تعالى، ففعل ذلك العباس، وعرض عليه قبيلة قبيلة، إلى أن جاء موكبه صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار، فلم يزل يقول ذلك حتى مرت كتيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخضراء.

 

فيها المهاجرون والأنصار، لا يُرى منهم إلا الحدق، قال من هؤلاء؟ فقلت هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار، قال ما لأحد بهؤلاء قِبل، والله لقد أصبح مُلك ابن أخيك اليوم عظيما، فقال أبو سفيان ما لأحد بهؤلاء قبل، والله يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما، فقال العباس يا أبا سفيان، إنها النبوة، قال فنعم إذن، ثم أسرع أبو سفيان إلى مكة فأخبرهم بتأمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورتب الجيوش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل الراية بيد سعد بن عبادة، وكان من قول سعد بن عبادة “اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة” فقال العباس للرسول صلى الله عليه وسلم ما قال سعد، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأخذ منه الراية وتدفع لابنه قيس بن سعد، وأمر الزبير بالدخول من كداء في أعلى مكة.

 

وأمر خالد بن الوليد ليدخل من الليث أسفل مكة، وأمرهم بقتال من قاتلهم، أما من استثناهم فقد قتل أحدهم الإمام علي رضي الله عنه، وأجارت أم هاني بنت أبي طالب بعضهم وتم قبول جوارها، فخرج أبو سفيان حتى أتاهم بمكة، فجعل يصيح بأعلى صوته يا معشر قريش، هذا محمد قد أتاكم بما لا طاقة لكم به، فقامت امرأته هند بنت عتبة، وأخذت بشاربه فقالت اقتلوا الدسم الأحمس أى السمين الضخم فبئس طليعة قوم، فقال أبو سفيان ويحكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقالوا ويحك وما تغني عنا دارك؟ فقال ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، فتفرق الناس إلى دورهم، وإلى المسجد، وفي صباح اليوم التالي قسم النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جيشه إلى أربع فرق، فرقة جعل إمارتها تحت قيادة الزبير بن العوام.

 

وأمرها أن تدخل مكة من جهة المشرق، فرقة تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح، وأمرها أن تدخل من جهة الشمال، وفرقة تحت قيادة سعد بن عبادة، وأمرها أن تدخل من جهة الغرب، وفرقة تحت قيادة خالد بن الوليد ، وأمرها أن تدخل من جهة الجنوب، وحدد لهم مكانا يلتقون فيه داخل مكة، وبدأ الجيش الإسلامي بالتحرك متوجها إلى مكة، وكان قد استخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة الصحابي أبا رهم الغفاري، وفي الطريق حينما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم منطقة الجحفة، لقي النبي صلى الله عليه وسلم عمه العباس بن عبد المطلب ومعه أهله مسلمين، ولما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى منطقة الأبواء لقي أبا سفيان وأعرض عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، فنصح علي بن أبي طالب أبا سفيان أن يدخل على الرسول صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى