مقال

الدكروري يكتب عن أعظم ملوك بابل مقيم المدن “جزء 6”

الدكروري يكتب عن أعظم ملوك بابل مقيم المدن “جزء 6”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع أعظم ملوك بابل مقيم المدن، وقد أشعل هذا الغزو الآشوري كفاحا بابليا استمر لأكثر من قرن من أجل الاستقلال عن آشور، وعلى الرغم من أن الآشوريين دمجوا بابل في إمبراطوريتهم، واستخدموا لقب ملك بابل بالإضافة إلى لقب ملك آشور، فإن السيطرة الآشورية على بابل لم تكن مستقرة أو مستمرة تماما، وشهد الحكم الآشوري العديد من الثورات البابلية الفاشلة، وأما عن نبوخذ نصر فقيل بأنه قام بإسقاط مدينة أورشليم وهى القدس، مرتين فى نهاية القرن الخامس قبل الميلاد، إذ قام بسبي سكان أورشليم وأنهى حكم سلالة داود، وأما عن سلالة داود، فهى تلفظ باللغة العبرية ملخوت بيت داود والتي تعني ذرية داود، والذين خلفوه في الحُكم من الملك سليمان وثم سلالة حكم مملكة يهوذا إلى آخر ملك منهم وهو الملك صدقيا.

 

والتي انتهت حكمها في القرن الخامس قبل الميلاد، بعد أن أسقطها البابليين وكانت عاصمتها أورشليم وخرج من هذه السلالة يسوع بحسب العهد الجديد في الكتاب المقدس، وتأسست الملكية اليهودية من سلالة داود، وانتهت بخلع صدقيا آخر ملوكهم، وقد كانت مدة حكم هذه السلاله فى الأرض خمسمائه وتسع سنين، وكما ذكر أن الملك نبوخذ نصر كان مسؤولا عن بناء عدة أعمال عمرانية في بابل مثل الجنائن المعلقة ومعبد إيتيمينانكي وبوابة عشتار، وأما عن حدائق بابل المعلقة فهى إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وهي العجيبة الوحيدة التي يُظن بأنها أسطورة، ويُزعم بأنها بنيت في المدينة القديمة بابل وموقعها الحالي قريب من مدينة الحلة بمحافظة بابل، العراق، وهي أول تجربة للزراعة العامودية في التاريخ، وقد قيل أن الوصف التاريخي للحدائق.

 

ظاهر وبقوة في قصر سنحاريب في نينوى، وهو الملك الآشوري الذي عاش قبل نبوخذ نصر بمائة عام، حيث وصف في الرقيم قصرا لا يضاهيه قصر، كما أن كتاباته تصف طريقة زراعة الأشجار على الرواق المسقوف مثلما وردت في وصف حدائق بابل تماما، وكان الملك سنحاريب قد أورد في هذا الرقيم معلومات مفصلة عن أعماله وعن المدينة وعن قصره وعن الحدائق ووصفها بأنها مكونة من أنواع مختلفة من الشجيرات والنباتات التي تشكل سياجا حول القصور، مدونا باللغة المسمارية القديمة، وحدائق بابل المعلقة ليست هي المبنى المميز الوحيد الذي كان موجودا في بابل، لقد كان هنالك أسوار للمدينة ومبنى المسلة التي نسبت إلى الملكة سميراميس أيضا من عجائب المدينة، ولقد نسبت حدائق بابل المعلقة إلى الملك البابلي نبوخذنصر الثاني.

 

وذكر بأن سبب بنائها هو إرضاء زوجته ملكة بابل، والتي كانت ابنة أحد قادة الجيوش التي تحالفت مع أبيه، والذي بذل الجهد الكبير في قهر الآشوريين، وكانت تدعى اميتس الميدونية، والتي افتقدت المعيشة في تلال بلاد فارس وكانت تكره العيش في أرض بابل المسطحة، لذلك قرر نبوخذنصر أن يسكنها في مبنى فوق تل مصنوعة بأيدي الرجال، وعلى شكل حدائق بها تراسات، وقد بلغت مساحة الحدائق حوالي اكثر من أربعة عشر ألف مترا مربعا، وكانت على شكل تل وتتكون من طبقات ترتفع الواحدة فوق الأخرى، وهي تشبه المسارح اليونانية، حيث يصل ارتفاع أعلى منصة إلى خمسين ذراعا، وقد بلغت سماكة جدران هذه الحدائق التي زُيّنت بكلفة عالية حوالي اثنين وعشرين قدما، وممراتها كانت بعرض عشر أقدام، وهذه الممرات كانت مغطاة بثلاث طبقات من القصب والقار.

 

وطبقة ثانية من الطوب، والطبقة الثالثة تتألف من الرصاص تمنع تسلل الرطوبة تليها كميات من التراب غرست فيها الأشجار، وزودت الحدائق بما تحتاجه من التراب لتتسع لجذور أكبر الأشجار، إذ زُودت الحديقة بأشجار من كل الأنواع وبكثافة، وقد صممت الحديقة بطريقة تسمح للضوء بالوصول إلى كل المصاطب، احتوت الحدائق على مساكن ملكية، وكانت المياه ترتفع إلى قمة الحدائق بآلات ترفع المياه من النهر، وقد صممت بطريقة لا يراها زوارها، وكان موقع الحدائق بالقرب من نهر، ولكنه لم يحدد أي نهر لكن المؤكد أنها كانت في بابل وبناها نبوخذ نصر، وقيل أن الحدائق المعلقة هي عجيبة من عجائب الدنيا السبع، حيث وصفت آلية رفع المياه فيها بأنها كانت عن طريق أنابيب لولبية ترفع المياه إلى الحدائق، وأنها تقع على نهر الفرات وقد تم تحديده بالضبط لأول مرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى