مقال

حالة إستياء:

حالة إستياء:

إن ما يدعوني حقا إلى الاشمئزاز و يلقي في نفسي بشيء من الإستياء، ليست تلك المجموعة الكبيرة الموجودة في كل أنحاء الدنيا من الرجال الذين يتميزون بقدر هائل و رهيب من التخلف و من الذكورية و إنما ما يجعلني أتقزز حقا و أحزن هي “المرأة عدوة المرأة” تلك التي تعادي بنات جنسها و تتعامل معهن و كأنها ليست مثلهن إذ لا تعي شيئا من كوامنهن و أحاسيسهن، تلك المتشبعة بالعادات البالية و بافكار متوارثة مبنية عن الرضوخ لأحكام المجتمع و ليس لأكام دينية أو منطقية أو عقلانية..تلك المرأة التي تعارض كل ما يمثل تقدما و ازدهارا نسويا. تلك المرأة التي استوطن التخلف عقلها. أستاء من هذه المسكينة التي كانت و مازالت و ستبقى أسيرة المعتقدات الخاطئة التي قمعتها و قمعت غيرها و قيدت حرية الكثيرات و الكثيرات من النساء اللواتي اعتبرهن المجتمع مذنبات فقط لأنهن أنثيات. كم أستاء من تلك التي تشرع لزوجها الخيانة و تسمح له برفع يده القذرة عليها و هو الذي يجد قوته فقط معها و يعجز مع غيرها حتى على التصدي و الدفاع عن نفسه أو عن شرفه. أكره كل النساء الراضخات الخاضعات اللواتي جعلن الرجال ينظرون إلينا نظرة احتقار مما جعلهم يجرؤون على تجاوز خطوطهم الحمراء معنا. لولا النساء لما كان لوجودكم معنى أيها الرجال محرفوا الدين، أيتها النساء المستسلمات إلى الامر الواقع كالريشة تتقاضفكن رياح الذكور و أنتن لا حول لكن و لا قوة. العالم بأسره عبارة عن صفر حامل لعلامة سلبية بدون النساء و كل ما يحمله مصطلح “نساء” من معاني و أشياء جميلة تنير حياة الكون و من فيه.

 

إيمان بن حمادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى