نماذج مشرفة

حمد الباسل باشا.

حمد الباسل باشا.

متابعة / محمد سعد تمتلئ صفحات التاريخ المصري بآلاف الأسماء الزاهية التي لم تتواكل

أو تتوان لحظة واحدة عن تقديم دورها الوطني بكل إخلاصٍ وتفانٍ خدمةً لمصر

ومناجزةً لأعدائها الطامعين في ترابها؛

ومن أصحاب الأيادي الوطنية هؤلاء حمد باشا الباسل،

الذي ولد بمحافظة الفيوم عام ١٨٧١م، وتوفي 1940م.

المطلع على التاريخ البطولي الكبير للباسل باشا يُدرك أن مصر تضم في ترابها أقمارًا مُضيئةً تحتاجُ إلى إعادة تقديم للأجيال الجديدة التي لا تعرف غير

«حمو بيكا وريكو وبيكو وهيكو ونمر وان»

وأمثال هذه الأمراض الاجتماعية المُزمنة التي أقضت مضاجعنا ولوثت أذواقنا فلم نعد نُسيطر على سلوكيات أبنائنا.

صديق عمر المختار

بدأت قصة النضال الوطني للباسل باشا إبان ثورة ١٩١٩

مع سعد زغلول ورفاقه حيث أسهم في إنشاء حزب الوفد،

بل ترأسه لفترة

وأنفق عليه من ماله الخاص؛ واختير عضوًا بمجلس النواب؛

وقد اتهم في عدة قضايا سياسية، أشهرها قضية السكاكيني ١٩٢٥م، وفي ١٢ نوفمبر ١٩٣١م

أراد حمد الباسل باشا إقامة حفل تأبين لعمر المختار الذي كان يمت إليه بصلة قرابة،

ولكن رئيس الحكومة خشي أن يتحول الحفل إلى مظاهرة سياسية ضد حكمه الاستبدادي خاصة أن يوم الحفل صادف الاحتفال بعيد الجهاد الوطني فأصدر تعليماته بمنع الاحتفال مما تسبب في انشقاق حمد الباسل عن الوفد عام ١٩٣٢م

مع جماعة السبعة،

وقام بتشكيل حزب الوفد السعدي “نسبة إلى سعد زغلول” وتولى رئاسة الحزب.

وفي 8 مارس 1919م، ألقي القبض على حمد باشا

ورفقائه سعد باشا زغلول وإسماعيل صدقي، ومحمد باشا محمود، في منزله وقادوهم إلى السجن ثم إلى بورسعيد

، وتم نفيهم منها إلى جزيرة مالطا في إيطاليا،

وكان هذا هو المنفى الأول،

وعندما سمع أهله في الفيوم بهذا النبأ،

ثار أبناء قبيلته وتوجهوا إلى مركز شرطة إطسا،

وأسروا المأمور الإنجليزي

واشتعلت الاحتجاجات، التي انتقلت لباقي قرى المحافظة،

ثم محافظة المنيا، وباقي محافظات الصعيد، والتي اشتعلت بثورة لتحرير الزعماء،

واتسع نطاقها لتدخل فيها المرأة لأول مرة

وحملت شعار الهلال والصليب، ولم تكن ثورة طبقية أو صراع نفوذ أو سلطة.

تشكيل حزب الوفد

منذ نشأة حمد باشا الباسل،

اجتهد في أن يعلم نفسه، وهو لم يحصل على شهادة جامعية،

وحينما التقى بالزعيم سعد باشا زغلول في عام 1908م عند زيارته للفيوم،

وزيرا للمعارف،

تعرف عليه الشاب الوطني الذي كان يطالب بتحرير مصر من الاستعمار الإنجليزي

، وانخرط خلال هذه الفترة حمد باشا الباسل، في ندوات ولقاءات ومؤتمرات سعد باشا زغلول،

وفي عام 1918م انضم حمد باشا لتشكيل حزب الوفد بزعامة سعد باشا زغلول،

وبعد تفويض الشعب للحزب بتحرير البلاد من الاستعمار، بدأت السلطات الإنجليزية بتضييق الخناق على زعماء الحزب

وأوقفت الندوات والمؤتمرات، فكان حمد باشا يستضيف زعماء الوفد في منزله بقصر النيل بالقاهرة،

والذي كان قريبا من منزل سعد باشا زغلول،

والمعروف حاليا ببيت الأمة.

وبعد المنفى الثاني لقيادات ثورة 1919م

، ومحاكمتهم، قاد حمد باشا الباسل، الحركة الوطنية في محافظات الصعيد إلى أن تم القبض عليه ورفاقه السبعة وتم اقتيادهم إلى المحاكمة

، وصدر الحكم ضدهم بالإعدام ثم خُفض للسجن المؤبد 7 سنوات وغرامة 500 جنيه،

وأطلق عليهم الأسود السبعة

، وبعد ذلك أطلق سراحهم مع ضغط الثوار.

مواقف قومية

وللباشا مواقفه القومية،

حينما ساند الثوار الليبيين بقيادة عمر المختار بالمال والسلاح لتحرير ليبيا من الغزو الإيطالي،

واستضاف بعض القبائل الليبية التي نزحت من هناك لتقيم بالفيوم،

وكان يغدق عليهم بالمال،

فضلا عن مشاركته في إنشاء النادي الأهلي في عام 1907م،

ولذلك ترك تاريخا وطنيا وسيرة ذاتية سار عليها أحفاده،

فكان ممثلا في البرلمان عن مديرية الفيوم في 1910م، ثم أصبح هناك مقعد برلماني باسم عائلة الباسل حتى عام 2014م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى