مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن كثير “جزء 7”

الدكروري يكتب عن الإمام إبن كثير “جزء 7”

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السابع مع الإمام إبن كثير، وكذلك إستشهاده في تفسيرة الأعلام والرجال حيث حرص ابن كثير على ذكر الأعلام الذين نقلت عنهم الآراء ليكون دقيقا في نقله، مع المحافظة على الأمانة العلمية، فجاء تفسيره زاخرا بأسماء العلماء وأعلام الرجال، وكما استشهد بن كثير بقوة الشخصية الموجودة حيث عرض ابن كثير لأحاديث متعددة، وروايات كثيرة، وأقوال مختلفة، ولكنه لم يقف عند هذا الحد، بل كانت شخصيته العلمية واضحة وبارزة، فكان يبين درجة الأحاديث، ويثبت صحة أكثرها، ويضعف بعض الروايات، ويعدل بعض الرواة، ويجرح بعضا آخر، وكل ذلك لباعه الطويل في فنون الحديث وأحوال الرجال، وسار على هذا النهج في إيراد الأحكام الفقهية، وآراء المذاهب، فيعمد إلى بيان الراجح منها، والموافق لدلالات الآيات الكريمة.

 

وكما كان لدية الاقتباس، حيث كان ابن كثير رحمه الله يعتمد على من سبقه من المفسرين، وينقل عنهم، ويصرح بذلك ومنهم إمام المفسرين ابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم، وابن عطية، وأقوال شيخ الإسلام ابن تيمية، وكان من شيوخه في القرآن الكريم هو ابن غيلان البعلبكي الحنبلي، وفي القراءات هو الشيخ محمد بن جعفر اللباد، وفي النحو هو الشيخ ضياء الدين الزربندي، والإمام بدر الدين ابن جماعة، والمؤرخ علم الدين البرزالي، وابن الزملكاني، وابن قاضي شهبة، وابن تيمية، وأيضا حافظ ذلك الزمان الحافظ المزي، والحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي، والشيخ أبو العباس أحمد الحجار الشهير بإبن الشحنة، والشيخ أبو إسحاق إبراهيم الفزاري، والحافظ كمال الدين عبد الوهّاب الشهير بإبن قاضي شهبة، والإمام كمال الدين أبو المعالي محمد بن الزملكاني.

 

والإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى الشيباني، والإمام علم الدين محمد القاسم البرزالي، والشيخ شمس الدين أبو نصر محمد الشيرازي، والشيخ شمس الدين محمود الأصبهاني، وعفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الأصبهاني، والشيخ بهاء الدين القاسم بن عساكر، وأبو محمد عيسى بن المطعم، وعفيف الدين محمد بن عمر الصقلي، والشيخ أبو بكر محمد بن الرضى الصالحي، ومحمد بن السويدي، بارع في الطب، والشيخ أبو عبد الله بن محمد بن حسين بن غيلان، والحافظ أبو محمد عبد المؤمن الدمياطي، وموسى بن علي الجيلي، وجمال الدين سليمان بن الخطيب، قاضي القضاة، ومحمد بن جعفر اللباد، شيخ القراءات، وشمس الدين محمد بن بركات، وشمس الدين أبو محمد عبد الله المقدسي، والشيخ نجم الدين بن العسقلاني، وجمال الدين أبو العباس أحمد بن القلانسي.

 

والشيخ عمر بن أبي بكر البسطي، وضياء الدين عبد الله الزربندي النحوي، وأبو الحسن علي بن محمد بن المنتزه، والشيخ محمد بن الزراد، ويعد الشيخ الإمام ابن كثير من كبار علماء التفسير في التاريخ الإسلامي، وهو العالم الحافظ المعبد المحدث المفسر الفقيه البارع في علوم الدين، وتفسيره المعروف بتفسير ابن كثير، حيث يعد من أهم أمهات كتب التفسير ومن أشهر الكتب الإسلامية المختصة بعلم تفسير القرآن الكريم، ويعد من أشهر ما دُون في موضوع التفسير بالمأثور أو تفسير القرآن بالقرآن، وقد تميز ابن كثير بأنه كان ذو خلق عالي وأخلاقه الحميدة التي جعلته من العلماء المعروفين في هذا العصر، وكان ذو قدرة عاليه في حفظ العلوم وفهمها، والتي جعلته يحفظ القرآن الكريم في سن الحادية عشرة، وكان يتميز في الفهم الجيد وتحضير الدروس.

 

والوصول إلى الاستنتاجات الدقيقة و المقبولة، ويقال عنه انه كان مجتهدا في دروسه وسريع الفهم، وكان يهتم بطلابه وكان يخفف عليهم الضغط، وكان يدعي الناس إلى اتباع السلف وكان من الأشخاص الملتزمين بالحديث والسنة، وكان يحارب الباطل والفاسد، ومن صفاته أنه كان له سعة صدر كبيرة، وكان يدعو الناس إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان يعدل بين الناس وينصر الضعيف وكان يصلح بين الأخصام، وكان يحاول في تزويد الإصلاح الديني، وكان يعتبره الناس مرشدا لهم ولا يخشى في الله لومة لائم، ولعل أكثر ما اشتهر به الإمام ابن كثير، هو تفسيره للقرآن الكريم، حيث يعد تفسير ابن كثير من أشهر الكتب بعلم التفسير، وخاصة التفسير بالمأثور أو تفسير القرآن بالقرآن، ويضعه البعض بعد تفسير الطبري في المنزلة، ويفضله آخرون عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى