مقال

وجاءوا أباهم عشاءا يبكون 

جريدة الاضواء

وجاءوا أباهم عشاءا يبكون 

بقلم / هاجر الرفاعي 

إن قصة سيدنا يوسف من اعظم القصص التي تعلمنا منها الكثير والكثير من القيم والاخلاق مع الناس والصدق معوالمولى سبحانه فتعلمنا منها ألا نكون كثيرين البوح بما نفعلة او نعملة او حتى يهيأ لنا في رؤية صادقة إلا لمن نحب ونثق فية فقط فهو عندما أتته البشرى حذرة أباه من اخوته ان يكيدوا ويمكروا علية بسبب البغضاء والحقد وبالفعل هي أمهم سمعت حديث يوسف معابيه وتفسيرة لرؤياه وذهبت وبلغت أبنائها وبالفعل أعدوا له المكيدة بحجة الخروج الى اللعب واللهو والصيد واستأذنوا أباهم وأكثروا الالحاح لما لقوه من رفض من قبل أبيهم وكأنه كان يعلم بما سيفعلوه بإبنه المفضل فرفض 

فقالوا له إنا له لناصحون ثم رفض الاخرى فقاوا له إنا له لحافظون ولكن هم كانوا مخططين ومدبرين لمكرهم هذا من قبل أن يخرجوا الى لهوهم ولعبهم ثم أشاروا الى بعضهم يتشاورن بما سيفعلوة مع يوسف الى ان اتفقوا أن يلقونه في غيابة الجب الذي هو البئر وبالفعل القوه وهم لا يعلموا ان فعلهم ومكرهم هذا بيوسف هو سبب لوصوله مصر وأنه سيكون حاكما لها وسيسچد له الإحدى عشر بما فيهم أبيهم فجاءت الأيات موضحة ومبينة ما حدث قال تعالى:قال تعالى:قال تعالى: “فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ** وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ**قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِين**وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ” صدق الله العظيم الذي حفظ يوسف في غيابة الچب والصدق كل الصدق لأبية الذي صبر على فراق ولدة الحليم فجائت التفسيرات مؤكدة على صبر يعقوب وعلى ثواب ربة له.  كما جاء ابن عاشور موضحا في تفسيرة للآية 16 من سورة يوسف: “عطف على جملة { فلما ذهبوا به } عطف جزء القصة .والعشاء : وقت غيبوبة الشفق الباقي من بقايا شعاع الشمس بعد غروبها .والبكاء : خروج الدموع من العينين عند الحزن والأسف والقهر . وتقدم في قوله تعالى في سورة التوبة : { فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً } [ وقد أطلق هنا على البكاء المصطنع وهو التباكي . وإنما اصطنعوا البكاء تمويهاً على أبيهم لئلا يظن بهم أنهم اغتالوا يوسف عليه السّلام ، ولعلّهم كانت لهم مقدرة على البكاء مع عدم وجدان موجبه ، وفي الناس عجائب من التمويه والكيد . ومن الناس من تتأثر أعصابهم بتخيل الشيء ومحاكاته فيعتريهم ما يعتري الناس بالحقيقة .وبعض المتظلمين بالباطل يفعلون ذلك ، وفطنة الحاكم لا تنخدع لمثل هذه الحيل ولا تنوط بها حكماً ، وإنما يناط الحكم بالبينة .جاءت امرأة إلى شريح تخاصم في شيء وكانت 

مبطلة فجعلت تبكي ، وأظهر شريح عدم الاطمئنان لدعواها ، فقيل له : أما تراها تبكي؟ فقال : قد جاء إخوة يوسف عليه السّلام أباهم عشاء يبكون وهم ظلَمة كَذبَة ، لا ينبغي لأحد أن يقضي إلا بالحق . قال ابن العربي : قال علماؤنا : هذا يدلّ على أن بكاء المرء لا يدل على صدق مقاله لاحتمال أن يكون تصنّعاً . ومن الخلق من لا يقدر على ذلك ومنهم من يقدر .قلت : ومن الأمثال دموع الفاجر بيديه وهذه عبرة في هذه العبرة .” تفسير الوسيط الآية 17 من سورة يوسف: “قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ أى: نتسابق عن طريق الرمي بالسهام، أو على الخيل، أو على الأقدام. يقال: فلان وفلان استبقا أى: تسابقا حتى ينظر أيهما يسبق الآخر.وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا أى: عند الأشياء التي نتمتع بها وننتفع في رحلتنا، كالثياب والأطعمة وما يشبه ذلك.فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ في تلك الفترة التي تركناه فيها عند متاعنا.والمراد: قتله الذئب، ثم أكله دون أن يبقى منه شيئا ندفنه.وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ أى: وما أنت بمصدق لنا فيما أخبرناك به من أن يوسف قد أكله الذئب، حتى ولو كنا صادقين في ذلك، لسوء ظنك بنا، وشدة محبتك له.وهذه الجملة الكريمة توحى بكذبهم على أبيهم، وبمخادعتهم له، ويكاد المريب أن يقول خذوني- كما يقولون-.” تفسير السعدي رحمة الل للآية ١٨ : لتبين أن الكاذب دموعة لا تصدق أبدا. “ولكن عدم تصديقك إيانا، لا يمنعنا أن نعتذر بالعذر الحقيقي، وكل هذا، تأكيد لعذرهم. { وَ } ما أكدوا به قولهم، أنهم { جَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } زعموا أنه دم يوسف حين أكله الذئب، فلم يصدقهم أبوهم بذلك، و قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا } أي: زينت لكم أنفسكم أمرا قبيحا في التفريق بيني وبينه، لأنه رأى من القرائن والأحوال ومن رؤيا يوسف التي قصَّها عليه ما دلّه على ما قال.” فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ” أي: أما أنا فوظيفتي سأحرص على القيام بها، وهي أني أصبر على هذه المحنة صبرا جميلا سالما من السخط والتَّشكِّي إلى الخلق، وأستعين الله على ذلك، لا على حولي وقوتي، فوعد من نفسه هذا الأمر وشكى إلى خالقه في قوله: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ لأن الشكوى إلى الخالق لا تنافي الصبر الجميل، لأن النبي إذا وعد وفى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى