مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبو حاتم الرازي ” جزء 3″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام أبو حاتم الرازي ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثالث مع الإمام أبو حاتم الرازي، وكان من شيوخ إبن أبي حاتم هم أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي، وأبو زرعة الرازي، ومسلم بن الحجاج، وأحمد بن أصرم، ويونس بن حبيب الأصبهاني، وأحمد بن منصور الرمادي، وكان من تلاميذه حُسينك التميمي، ويوسف الميانجي، وعلي بن مدرك، وعلي بن محمد القصار، ولقد ترك ابن أبي حاتم عدة مؤلفات تدل على سعة علمه وتبحره في هذا الشأن، فكان له عدد من المؤلفات أشهرها هو المسند، والزهد، والجرح والتعديل، والردّ على الجهمية، والتفسير، وقال أبو يعلى الخليلي عنه أنه كان يعدّ من الأبدال وقد أثنى عليه جماعة بالزهد والورع التام والعلم والعمل، والإمام الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، هو الإمام الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر بن داود الحنظلي الرازي.

 

المشهور بابن أبي حاتم، وولد سنة أربعين ومائتين من الهجرة، واشتغل أول طلبه للعلم بتعلم القرآن وحفظه، ثم بدأ بتعلم الحديث، وقال ابن أبي حاتم لم يدعني أبي اشتغل في الحديث حتى قرأت القرآن على الفضل بن شاذان الرازي، ثم كتبت الحديث، وقال ابن أبي حاتم رحل بي أبي سنة خمس وخمسين ومائتين وما احتلمت بعد، فلما بلغنا ذا الحليفة احتلمت، فسر أبي حيث أدركت حجة الإسلام، وقال علي بن إبراهيم وفي هذه السنة سمع من ابن المقريء حديثه عن سفيان، و من مشايخ مكة الواردين عليها، وسمع في انصرافه من الحج سنة ست وخمسين من أبي سعيد الأشج، ومشايخ الكوفيين مع أبيه، وقال أبوبكر محمد بن عبد الله البغدادي، كان من منة الله على عبد الرحمن أنه ولد بين قماطر العلم والروايات، وتربى بالمذاكرات مع أبيه وأبي زرعة، فكانا يزقانه كما يُزق الفرخ الصغير ويعنيان به.

 

فاجتمع له مع جوهر نفسه كثرة عنايتهما، ثم تمت النعمة برحلته مع أبيه، فأدرك الإسناد وثقات الشيوخ بالحجاز والعراق والشام والثغور، وسمع بانتخابه حين عرف الصحيح من السقيم، فترعرع في ذلك، ثم كانت رحلته الثانية بنفسه بعد تمكن معرفته، فعرف له ذلك، وتقدم بحسن فهمه وديانته، وقديم سلفه، وقال أبو يعلى الخليلي أخذ علم أبيه وأبي زرعة، وكان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال والحديث الصحيح من السقيم، وله من التصانيف ما هو أشهر من أن يوصف، في الفقه، والتواريخ، واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، وقال علي بن أحمد الخوارزمي، سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول كنا بمصر سبعة أشهر، لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل النسخ والمقابلة فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخ، فقالوا هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا.

 

فاشتريناه، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس، فلم يمكننا إصلاحه ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه، ثم قال لا يستطاع العلم براحة الجسد، وقال أحمد بن علي الرقام سمعت الحسن بن الحسين الدرستيني، سمعت أبا حاتم يقول قال لي أبو زرعة ما رأيت أحرص على طلب الحديث منك يا أبا حاتم، فقلت له إن عبد الرحمن ابني لحريص، فقال من أشبه أباه فما ظلم، وقال الرقام فسألت عبد الرحمن عن اتفاق كثرة السماع له وسؤالاته من أبيه، فقال ربما كان يأكل وأقرأ عليه، ويمشي وأقرأ عليه، ويدخل الخلاء وأقرأ عليه، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه، وقال علي بن إبراهيم وبلغني أنه كان يسأل أباه أبا حاتم في مرضه الذي توفي فيه عن أشياء من علم الحديث وغيره.

 

إلى وقت ذهب لسانه، فكان يشير بطرفه نعم ولا، وقال أبو الحسن الفَرظي ما رأيت أحدا ممن عرف عبد الرحمن ذكر عنه جهالة قط، وكنت ملازما له مدة طويلة فما رأيته إلا على وتيرة واحدة، لم أر منه ما أنكرته من أمر الدنيا ولا من أمر الآخرة، بل رأيته صائنا لنفسه ودينه ومرؤته، وقال أبو حاتم ومن يقوى على عبادة عبد الرحمن، لا أعرف لعبد الرحمن ذنبا، وقال أبو الفضل الترمذي كنت مع أبي حاتم إذ خرج من السكة، وعبد الرحمن في الصلاة يصلي بالناس على رأس مسكنه، فوقف فقال خفف يا عبد الرحمن، ثم قال لا يتهيأ لي أن أعمل ما يعمل عبد الرحمن، وقال علي بن عبد الرحمن كان مقبلا على العبادة من صغره، والسهر بالليل، والذكر ولزوم الطهارة، فكساه الله بها نور، فكان يسر به من نظر إليه، ومن مؤلفاته هو الجرح والتعديل، وهو مطبوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى