مقال

الدكروري يكتب عن معاوية ولحظات الإحتضار

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن معاوية ولحظات الإحتضار
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن معاوية بن أبي سفيان، وإن من الصحابة الكرام هو الصحابي الجليل، والخليفة، والقائد معاوية بن أبي سفيان، وقيل أنه عندما قرب أجل معاوية بن أبي سفيان، خطب بالناس، موصيا أمته، وأهل بيته، وكان في احتضاره يضع خده على الأرض، ثم يقلب وجهه ويضع الخد الآخر، وهو يبكي ويقول اللهم إنك قلت في كتابك “إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء” فاللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له، ثم يقول هو الموت لا منجي من الموت، والذي نحاذر بعد الموت أدهى وأقطع، وقال اللهم أَقل العثرة، وأعف عن الزلة، وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك، فإنك واسع المغفرة، ليس لذي خطيئة مهرب إلا إليك، ثم أغمي عليه.

ولما أفاق قال لأهله اتقوا الله فإن الله تعالى يقي من اتَقاه، ولا يقي من لا يتقي، ثم مات رضي الله عنه، وكان ذلك في دمشق، في شهر رجب من عام ستين من الهجره، وكان الخليفة الثاني في الدولة الأموية وهو يزيد بن معاوية بن أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد ولد في الثالث والعشرين من شهر رمضان فى عام سته وعشرين للهجرة، وقد ولد في خلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان، في قرية الماطرون وكانت أمه هي ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب، من كلب.

وقد طلقها والده معاوية بن أبى سفيان فيما بعد، وقد عاش يزيد فترة من حياته في البادية بين أخواله لأمه فترة طفولته عندما طلق والده الصحابي معاوية والدته ميسون بنت بحدل، إلا أن يزيد لم يستمر في العيش هناك، إذ عاد يزيد إلى دمشق بأمر من والده ليحضر مجالسه ويستفيد من سياسته، وعند عودة يزيد أحضر والده له المؤدبين، والعلماء، والنسابين، مثل دغفل بن حنظلة السدوسي الشيباني، مؤدبا ونسابة، وعبيد بن شرية الجرهمي، وهو عارف بأيام العرب وأخبار الماضين، وعلاقة بن كرشم الكلابي النسابة، وهؤلاء النسابون أثروا في يزيد، حيث يعتبر يزيد من النسابين الخبراء في النسب، وهو رأس الطبقة الثانية في طبقات النسابين، وكان الصحابي معاوية يأمر ابنه بالاستماع إلى وفود العرب التي تفد عليه ليأخذ من حكمتهم.

وكان علماء اللغة يحضرون مجلسه، وقد تولى يزيد الخلافة بعد وفاة والده معاوية بن أبى سفيان في سنة ستين للهجرة، ولم يبقي من معارضي فكرة توليته العرش، الأربعة، عند توليه الحكم، غير الصحابي الحسين بن علي بن أبي طالب والصحابي عبد الله بن الزبير، وفي سنة واحد وستين للهجرة اتجه الصحابي الحسين بن على، إلى العراق بعد أن أرسل أهلها إليه بالقدوم وأن يصبح أميرهم، ولكنه ما إن وصل هناك حتى تخلوا عن الفكرة ودخل الحسين في حرب مع جيش عبيد الله بن زياد انتهت باستشهاده، وقد مرت سنة اثنين وستين للهجرة بدون أحداث تذكر، ولكن معارضة الصحابي عبد الله بن الزبير في الحجاز وتهامة أخذت في النمو فثار أهل المدينة المنورة في سنة ثلاثه وستين للهجرة على يزيد.

وخلعوا بيعته وأظهر عبد الله بن الزبير شتم يزيد، وقام يزيد بتجهيز جيش لمحاربة عبد الله بن الزبير، وأهل المدينة إن رفضوا العودة في طاعته، وقد انتهت سنة ثلاثه وستين للهجرة بانهزام أهل المدينة، واستمر حصار ومحاربة معارضي مكة المكرمة حتى وفاة يزيد بن معاوية في سنة أربعة وستين للهجرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى