مقال

الدكروري يكتب عن أعظم ملوك بابل مقيم المدن “جزء 4”

الدكروري يكتب عن أعظم ملوك بابل مقيم المدن “جزء 4”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع أعظم ملوك بابل مقيم المدن، وبعد هذا الانتصار انتهى عهد الآشوريين وتمكن الكلدان من السيطرة على بلاد الشام ووصلوا إلى حدود مصر، وتوفي نبوبولاسر وكان عمره ثلاثه وخمسين سنه، وتولى ابنه نبوخذ نصر الحكم مكانه، ويعتبر نبوخذ نصر أحد أقوى الملوك الذين حكموا بابل وبلاد الرافدين، حيث جعل من الإمبراطورية الكلدانية البابلية أقوى الإمبراطوريات في عهده بعد أن خاض عدة حروب ضد الآشوريين والمصريين، وبلاد الرافدين وهي منطقة جغرافية تاريخية تقع في جنوب غرب آسيا، وتعد من أولى المراكز الحضارية في العالم، وهي تقع حاليا في العراق، وسوريا وتركيا ما بين نهري دجلة والفرات، وأشهر حضاراتها هي حضارة سومر وأكد، وبابل، وأشور، وكلدان، والتي نشأت من العراق.

 

ومع إزدهار الحضارات في بلاد ما بين النهرين وفي اوقات متزامنه ومتعاقبة تم احتلال الأراضي المجاورة فأحتلت شرقا أجزاء من إيران وتحديدا حضارة عيلام، وهي تعرف حاليا بمحافظة محافظة خوزستان، وأحتلت غربا سوريا وصولا إلى فلسطين حيث تم السبي البابلي في عهد نبوخذنصر، وبعد موت نبوخذنصر مرت حضارة ما بين النهرين في عهد الإنحطاط والتردي بينما نشأت وتطورت حضارة الفرس فتم احتلال بابل وما بعدها على يد قورش وأصبحت قطيسفون، وهى حاليا معروفة باسم المدائن، جنوب شرق بغداد عاصمة لدولة الفرس حتى جاء ما يعرف بالفتح الإسلامي لبلاد العراق والشام على يد الخليفه عمر بن الخطاب، وبقى العراق في حكم المسلمين حتى بنيت المدينة المدوّرة بغداد على عهد الحاكم العباسي المنصور، ثم أصبحت بغداد عاصمة للخلافة العباسية.

 

واعتبر ذلك العهد بالعصر الذهبي للحضارة الإسلامية، وقد ذكر فى التوراة أن سفينة نوح رست في بابل أو قربها وأن النبي نوح عليه السلام، هو أبو البشر الثانى، بعد أن بيد جميع البشر في الطوفان، وهذا مما يؤمن به اليهود والمسيحيون، وفي الإسلام يوجد ما يقاربها فيروى عن بعض علماء المسلمين أن سفينة نوح رست في الكوفة وهي قرب بابل، ومن هناك قام أول مجتمع بشري بعد الطوفان ثم انتشر البشر إلى باقي البلدان، وبهذا تكون بلاد الرافدين هي منشأ جميع السلالات البشرية الموجودة حاليا على سطح الأرض، ولكن الحضارات البشرية الأولى ظهرت في بلاد الرافدين وكانت بعد هذه الفترة بمدة ليست بالقصيرة وأنشأتها أقوام مهاجرة من بلاد مختلفة إلى وادي الرافدين وهذه الأقوام هي أولا من السومريين وهم أقوام مهاجرين من مناطق جبلية يفصلها عن وادي الرافدين البحر.

 

وكما ورد في الألواح الطينية وهو ما نقله السومريون عن أنهم تركوا موطنا في ارض جبلية يمكن الوصول إليها بحرا، وقد اختلف كبار المؤرخين في تحديد الموطن الأصلي لهم وإن كان الأكثر على أنه من أواسط آسيا أو من جنوب آسيا، ثم أعقبهم الآراميون والعموريون وهم قبائل سامية بدوية هاجرت من الجزيرة العربية بسبب التصحر إلى بلاد وادي الرافدين الوفيرة بالماء والصالحة للزراعة وليؤسسوا الحضارات الأكدية والبابلية والكلدانية والآشورية، وكانت نهاية السومريين على يد العيلاميين القادمين من إيران والعموريين المهاجرين من الجزيرة العربية، وأما عن بلاد ما بين النهرين وهي الأراضي الواقعة بين نهري دجلة والفرات، واللذان ينبعان من جبال أرمينيا في تركيا الحديثة وتغذيهما روافد عديدة، وتغطي صحراء قاحلة معظم رقعة بلاد الرافدين.

 

وتكثر في شمالها المستنقعات والمسطحات الطينية، يتوحد في أقصى جنوبها نهرا دجلة والفرات، وهما صابين بعد ذلك في الخليج العربي، وعادة ما تتبع الطرق البرية في المنطقة نهر الفرات بسبب صعوبة وانحدار المناطق المحيطة بنهر دجلة، كما تفتقر أرض المنطقة إلى المعادن ومصادر الخشب والحاجرة المناسبة للبناء إلا أن تجارة المزروعات كانت تستخدم لشراء هذه المواد، ويسمح معدل الأمطار في الشمال بالزراعة اعتمادا عليها، أما جنوبا فتستخدم المياه الجوفية والسيول الناتجة عن ذوبان القمم المتجمدة من جبال زاغروس ومن المرتفعات الأرمينية، واللذان هما مصدر نهري دجلة والفرات، وقد اعتاد قاطنوا المنطقة منذ القدم على بناء وصيانة القنوات المائية لاستخدامها في الزراعة، مما أدى إلى ازدهار المنطقة وساعد في تطوير المستوطنات الحضرية والنظم السياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى