مقال

الدكرورى يكتب عن أحسنوا الظن بالله ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن أحسنوا الظن بالله ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع أحسنوا الظن بالله، وسل نفسك متى دعوت ربك بصدق وإقبال في حاجة من حوائجك، حوائجنا كثيرة نطلبها من فلان وفلان لكن يغفل كثير من الناس عن باب لا يوصد وملك لا يرد من سأله حيي كريم يستحي أن يرفع العبد إليه يديه فيردهما صفرا إنه الله مالك الملك إنه الله الذي إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون إنه الله الذي له القدرة التامة، فهو على كل شيء قدير إنه الله الغني الحميد، فسبحان من بيديه ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه, له مقاليد السموات والأرض, وسلوا الله كل حوائجكم, وأيقنوا أن الله سيقضيها لكم فما قال قائل يا رب, إلا وسيدرك من الله خيرا، وكم هي زلاتنا فلنستغفر لها كم هي حاجتنا فلنضعها بين يديه جل في علاه، فلا تقضى إلا منه ألا تقرؤون في كلامه ” قل هو الله أحد الله الصمد ” أتعلمون من هو الصمد؟ الصمد هو الذي تصمد له الخلائق كلها في قضاء حاجاتها.

ونوال مطلوبتها فكل الخلق لا تقضى حوائجهم إلا بالله لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، فإذا ضاقت بك الأمور وحلت به الخطوب ونزل بك ما تكره فلا تلتفت يمنة ويسره يمم وجهك قِبَل ربك وسله كل ما تأمل وأيقن أن الله سيكون معك, الكافر الذي يعبد غير الله إذا دعا الله مخلصا أعطاه نواله فكيف بالموحد، فسبحان من بيده ملكوت كل شيء عظيم الإحسان جزيل الكرم له الحمد في الأولى والآخرة، فأكثروا من ذكره فمن ذكره ذكره، وذكر الله تنفك به الكرب، أتعلمون ما هو دعاء الكرب؟ ماذا تتوقع؟ ماذا كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل به كرب أهو يقول اللهم فرج كربتي في الصحيحين من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب أي في الشدة والبلاء كان يقول عند الكرب ” لا إله إلا الله العليم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم”

لا يزيد عن ذكره بتعظيمه, ذكره بإجلاله, ذكره بذكر محامده ” من شغله ذكري عن مسألتى أَعطيته أفضل ما أعطي السائلين” أذكر حاجاتي أم قد كفاني حباءك إن شيمتك الحباء فالله يكفيه من عبده أن يتعرض إليه بالثناء ليبلغه كل ما يؤمل بل فوق ما يؤمل، من أشغله ذكري عن مسألتي أعطيته خير ما أعطي السائلين فأنت إذا رفعت يديك وقلت يا الله يا كريم يا عظيم يا رحمن لا إله إلا أنت سبحانك وبدأت تذكر الله عز وجل نسيت حاجاتك ثق تماما أن الله سيعطيك خير ما لو قلت أعطني كذا وكذا من المطالب فقد قال من أشغله ذكري عن مسألتى، أعطيته خير ما أعطي السائلين وكن ذاكرا لله في كل حالة فليس لذكر الله وقت مقيد فذكر إله العرش سرا ومعلنا يزيل الشقاء والهم عنك ويطرد، ألا بذكر الله تطمئن القلوب، من حزبه أمر, وضيق صدره خطب, فليستقبل القبلة وليصلي ما فتح الله له من الصلاة فإن النبي صلى الله عليه وسلم.

كان إذا حزبه أمر صلى كما في الحديث الذي في إسناده بعض المقال وهو حسن من حديث حذيفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا حزبه أمر صلى” فأكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في دعائكم وسائر أحوالكم فقد قال صلى الله عليه وسلم لسائل سأله ” كم أجعل لك من صلاتي؟ تدرج حتى قال “أجعل لك كل صلاتي” يعني دعائي في أمر من الأمور فلا يزيد على اللهم صلي على محمد هذا معنى قول أجعل لك صلاتي كلها قال له النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له ” أجعل لك صلاتي كلها” يعني جميع دعائي قال ” إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك ” فاللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا، واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا, وأن النصر مع الصبر, أحسن إلى الخلق يحسن إليك الله عز وجل أخلص له العمل تدرك ما تأمل فكن لله كما يحب يكن لك كما تحب.

واعلم أنه ربما صحت الأجساد بالعلل فكم من مكروه يعود على الإنسان بخير عظيم كم مرة حفت بك المكارة خار لك الله وأنت كاره، فاللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا أعنا على طاعتك واصرف عنا معصيتك كن لنا في كل أمورنا يا ذا الجلال والإكرام, اللهم كن لنا وليا ونصيرا, اللهم كن لنا معينا وظهيرا, اللهم أعنا ولا تعن علينا, وانصرنا على من بغى علينا, وآثرنا ولا تؤثر علينا, واهدنا ويسر الهدى لنا, واجعلنا لنا ذاكرين شاكرين راغبين راهبين أواهين منيبين, واللهم تقبل توبتنا وثبت حجتنا واغفر ذلتنا وأقل عثرتنا وطيب قلوبنا وطهر أعمالنا من كل ما يغضبك يا ذا الجلال والإكرام، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غل للذين أمنوا ربنا إنك رءوف رحيم، فإن الدعاء والتضرع إلى الله موضوع من مواضيع الإيمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى