مقال

الدكروري يكتب عن رمضان شهر القرآن الكريم ” جزء 9″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن رمضان شهر القرآن الكريم ” جزء 9″
بقلم / محمـــد الدكــروري

ونكمل الجزء التاسع مع رمضان شهر القرآن الكريم، وكان يكره أن يجمع لفظه لهذا المعنى، ويحتج بما روى رمضان اسم من أسماء الله تعالى، وهذا ليس بصحيح فإنه من حديث أبي معشر نجيح وهو ضعيف، والصحيح جواز إطلاق رمضان من غير إضافة كما ثبت في الصحاح وغيرها، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين” رواه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا كان رمضان فتحت له أبواب الرحمة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين” وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم” رواه النسائى.

وقوله مردة الشياطين تقييد لقوله صفدت الشياطين وسلسلت، وروى النسائى أيضا عن ابن عباس قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار “إذا كان رمضان فاعتمرى فإن عمرة فيه تعدل حجة” وروى النسائي أيضا عن عبد الرحمن بن عوف قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الله تعالى فرض صيام رمضان عليكم وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه” والآثار في هذا كثيرة، كلها بإسقاط شهر، وربما أسقطت العرب ذكر الشهر من رمضان، وإن فضل رمضان عظيم، وثوابه جسيم، يدل على ذلك معنى الاشتقاق من كونه محرقا للذنوب، ولقد فرض الله صيام شهر رمضان أى مدة هلاله، وبه سمى الشهر، كما جاء فى الحديث ” فإن غمي عليكم الشهر” أى الهلال.

وفرض علينا عند غمة الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما، وإكمال عدة رمضان ثلاثين يوما، حتى ندخل في العبادة بيقين ونخرج عنها بيقين، فقال تعالى فى كتابه ” وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم” وقد روى الأئمة الأثبات عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدد في رواية فإن غمى عليكم الشهر فعدوا ثلاثين” وقد ذهب مطرف بن عبد الله بن الشخير وهو من كبار التابعين وابن قتيبة من اللغويين فقالا يعول على الحساب عند الغيم بتقدير المنازل واعتبار حسابها في صوم رمضان، حتى إنه لو كان صحوا لرئي، لقوله صلى الله عليه وسلم” فإن أغمى عليكم فاقدروا له أى استدلوا عليه بمنازله، وقدروا إتمام الشهر بحسابه” وقال الجمهور معنى فاقدروا له فأكملوا المقدار.

يفسره حديث أبى هريرة رضي الله عنه “فأكملوا العدة” وقيل فى معنى قوله ” فاقدروا له ” أى قدروا المنازل، وهذا لا نعلم أحدا قال به إلا بعض أصحاب الشافعي أنه يعتبر في ذلك بقول المنجمين، والإجماع حجة عليهم، وقد روى ابن نافع عن مالك في الإمام لا يصوم لرؤية الهلال ولا يفطر لرؤيته، وإنما يصوم ويفطر على الحساب وإنه لا يقتدى به ولا يتبع، قال ابن العربى وقد زل بعض أصحابنا فحكى عن الشافعي أنه قال يعول على الحساب ، وهى عثرة ” لا لعا لها ” وقد اختلف مالك والشافعى هل يثبت هلال رمضان بشهادة واحد أو شاهدين، فقال مالك لا يقبل فيه شهادة الواحد لأنها شهادة على هلال فلا يقبل فيها أقل من اثنين، أصله الشهادة على هلال شوال وذي الحجة، وقال الشافعي وأبو حنيفة يقبل الواحد، لما رواه أبو داود عن ابن عمر قال.

تراءى الناس الهلال فأخبرت به رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى رأيته، فصام وأمر الناس بصيامه، رواه الدارقطنى، وروى الدارقطنى ” أن رجلا شهد عند علي بن أبي طالب على رؤية هلال رمضان فصام، أحسبه قال وأمر الناس أن يصوموا ” وقال أصوم يوما من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من رمضان، وقال الشافعي فإن لم تر العامة هلال شهر رمضان ورآه رجل عدل رأيت أن أقبله للأثر والاحتياط ، وقال الشافعي بعد لا يجوز على رمضان إلا شاهدان، وقال الشافعى وقال بعض أصحابنا لا أقبل عليه إلا شاهدين، وهو القياس على كل مغيب، واختلفوا فيمن رأى هلال رمضان وحده أو هلال شوال، فروى الربيع عن الشافعي أنه من رأى هلال رمضان وحده فليصمه، ومن رأى هلال شوال وحده فليفطر، وليخف ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى