مقال

الدكروري يكتب عن أحكام وفتاوي الصيام ” جزء 11″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أحكام وفتاوي الصيام ” جزء 11″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الحادي عشر مع أحكام وفتاوي الصيام، ودواء الربو الذى يستعمله المريض استنشاقا يدخل القصبة الهوائية أو الرئتين عن طريق القصبة الهوائية، فإنه لا يفطر، لأنه لا يدخل إلى المعدة، أما دواء الغرغرة فإنه إذا لم يبتلعه لم يفطر، لكن إذا دعت الحاجة استعمله، لا يستعمله إلا عند الحاجة، ومن أفسد صومه بأخذ شيء من المفطرات فلا يجوز له أن يكمل الأكل، يعنى لو أن إنسانا استمنى عمدا فلا يجوز أن يذهب ويأكل ويشرب، وما يتعرض له الصائم من جراح، أو رعاف، أو قيء، أو ذهاب الماء والبنزين إلى حلقه كالذين يعملون في محطات البنزين لا يفسد صومه، ومن ارتد عن الإسلام بأن استهزأ بالله، أو بآياته، أو برسوله صلى الله عليه وسلم، مثلا فإنه يفسد صومه وعليه قضاء ذلك اليوم إذا عاد إلى الإسلام، سواء أسلم فى ذلك اليوم أو بعده.

وإذا خرج من سنه دم نتيجة التسوك ونحوه، فإنه يخرجه ولا يبتلعه، فإذا ابتلعه دون قصد فلا شيء عليه، وأما بلع الريق فإنه لا يفطر، غبار الطريق وغربلة الدقيق، وأما النخامة وهى البلغم فلأهل العلم فيها روايتان، إذا ابتلعه عمدا بطل صومه، والأحوط أن لا يبتلعه، وكذلك فإنه يجوز للصائم أن يغتسل ما شاء الله له أن يغتسل، وإذا جاء وقت الإفطار كان صلى الله عليه وسلم، يفطر على رطبات قبل أن يصلي ويعنى ذلك قبل صلاة المغرب فإن لم يكن فعلى تمرات، فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء، وهو حديث حسن، فإن لم يجد تمرا ولا رطبا ولا ماء وطعام ولا شراب نوى الإفطار بقلبه ولا يمص أصبعه كما يفعل الجهّال، وإذا أفطر قال ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله، هذا بعد وليس قبل، وأما حديث” اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت”

فإنه غير صحيح، وهو حديث مرسل، ويسن له أن يدعو بما يشاء لأن للصائم دعوة مستجابة عند فطره، ويسن تعجيل الإفطار، فقال صلى الله عليه وسلم فيما بلغ عن رب العزة ” أحب عبادي إليّ أعجلهم فطرا” وأما الذين يفطرون قبل وقت الإفطار فإن لهم عذابا أليما، فقال صلى الله عليه وسلم “بينا أنا نائم إذ أتانى رجلان فأخذا بضبعى فأتيا بى جبلا وعرا، فقالا اصعد، فقلت إني لا أطيقه، فقالا إنا سنسهله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل، إذا بأصوات شديدة، فقلت ما هذه الأصوات؟ قالوا هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما، قال فقلت من هؤلاء؟ قال هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم قبل الإفطار قبل غروب الشمس” رواه النسائى، وإذا غربت الشمس جاز للصائم أن يفطر ولو لم يسمع الأذان.

فإذا شاهد القرص نزل وغاب فى الأفق المستوى أمامه فإنه يفطر ولو ما سمع الأذان لأن العبرة بغياب الشمس، أما من كان أمامه جبل أو أشياء مرتفعة أو سحاب يتأكد، وإذا أقلعت الطائرة قبل غروب الشمس وصارت فى الجو فإنه لا يفطر إلا إذا رأى الشمس قد غربت وهو في الجو أو نزل إلى مكان قد غربت فيه الشمس، وإذا كان يريد الصيام أى هو مسافر يريد الصيام، فماذا يفعل؟ فيكون صيامه صحيحا إذا غربت الشمس وهو فى الجو أفطر، أو نزل فى مكان غربت فيه الشمس، ولو غربت الشمس وهو فى المطار فأفطر، ثم أقلعت الطائرة فشاهد الشمس، فصيامه صحيح، عمل ما عليه، ويستحب تفطير الصائم لقوله صلى الله عليه وسلم” من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء” رواه الترمذى، ومعنى ” فطر صائما”

وقال شيخ الإسلام يعنى أشبعه، وحتى يأخذ الأجر كاملا يشبعه، ولكن لو أنه اخذ منه شيء فله من الأجر مثلما أطعم، وأيضا يجب الحرص على سنة السحور، والسحور يحرص عليه لأن الله وملائكته يصلون على المتسحرين، ولأن السحور بركة، وهو الغداء المبارك، وهذه الأحاديث كلها صحيحة، ولأنه مخالفة لأهل الكتاب، وهو فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر، وهو تنفيذ لأمره صلى الله عليه وسلم” من أراد أن يصوم فليتسحر بشيء” وأيضا فإن الفجر فجران، وهما فجر صادق وفجر كاذب، فالفجر المعترض الواضح في الأفق فى جهة المشرق هو الفجر الذي يجب الإمساك عليه، زد على ذلك أن السحور يمنع من النوم عن صلاة الفجر، فهذه من فوائد السحور، ولكن إذا أكل أثناء أذان الفجر ماذا عليه؟ وهذه مسألة دائما تتكرر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى