مقال

الدكروري يكتب عن الشيخ بهاء الدين النقشبندي ” جزء 4″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الشيخ بهاء الدين النقشبندي ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الرابع مع الشيخ بهاء الدين النقشبندي، وإذا أنا برجلين قد أتيا، فربطا على وسطي سيفين وأركباني حمارا ووجهاه إلى جهة ضريح الشيخ مزداخن قدس الله سره، فلما وصلناه، رأيت ثمّ سراجا كاللذين قبله فنزلت وجلست متوجها إلى نحو القبلة فوقع لي في ذلك التوجه غيبة فرأيت في تلك الغيبة أن الجدار القبل القبلي قد انصدع وظهرت دكة عالية عليها رجل عظيم المقدار قد أسبل أمامه ستر، وحول الدكة جماعة فيهم الشيخ محمد بابا السماسي فقلت في نفسي من هذا الرجل العظيم ومن حوله؟ فقال لي أحدهم أما الرجل العظيم فهو الشيخ عبد الخالق الغجدواني، وأما الجماعة فهم خلفاؤه، وجعل يشير إلى كل واحد منهم، ويقول هذا الشيخ أحمد الصديق، وهذا الشيخ أولياء الكبير، وهذا الشيخ عارف الربوكري، وهذا الشيخ محمود الأنجيري نقولي، وهذا الشيخ علي الراميني.

 

ولما بلغ إلى الشيخ محمد بابا السماسي، قال وهذا قد رأيته في حال حياته وهو شيخك، وقد أعطاك قلنسوة، أفتعرفه؟ فقلت نعم، وكان قد أتى على قصة قلنسوة حين من الدهر فنسيتها، ثم قال وهي في بيتك وقد رفع الله عنك ببركتها بلاء عظيما قد كان حل بك، فقال لي الجماعة اصغ بسمعك، فإن حضرة الشيخ الكبير يريد أن يتلو عليك ما ليس لك عنه غنى في سلوك طريق الحق، فسألتهم أن أسلم عليه، فأزاحوا ذلك الستر فسلمت عليه، فبدأ يتكلم على ما يتعلق بأحوال السلوك أوله ووسطه ومنتهاه إلى أن قال وأما تلك السرج التي رأيتها على تلك الكيفية، فإنما هي لك بشارة وإشارة إلى أن لك استعدادا تاما وقابلية لهذا الطريق، غير أنه ينبغي تحريق فتيلة الاستعداد حتى تقوى الأنوار وتظهر الأسرار، فأدي القابلية حقها تبلغ الأوطار، وعليك بالاستقامة والثبات على جادة الشريعة المطهرة في جميع الأحوال.

 

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ بالعزيمة والبعد عن الرخصة والبدعة، وأن تجعل قبلتك أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتفحص عن أخباره وآثاره، وأحوال أصحابه العظام، ثم بالغ بالتحريض والحث على ذلك، ولما أن أتم كلامه، قال لي خليفته وآية صدق هذه الواقعة أن تذهب غدا عند مولانا شمس الدين الأنيقوتي وتخبره بأنه ما يدعيه فلان التركي على السقاء هو صحيح والحق مع التركي وأنت تساعد السقاء، فإن أنكر السقاء صحة هذه الدعوة فقل له عندي شاهدان الأول أنك يا سقاء عطشان، فهو يعرف معنى هذه الكلمة، والثاني أنك أتيت امرأة أجنبية فحملت منك فسعيت بإسقاط الحمل ودفنته في الموضع الفلاني تحت كرمة، ثم قال فإذا بلغت هذه الرسالة لمولانا شمس الدين، فخذ في اليوم الثاني ثلاث حبات من زبيب واذهب إلى نسف لخدمة السيد كلال.

 

وستجد في المحل الفلاني من الطريق شيخا يعطيك رغيفا حارا فخذه منه، ولا تكلمه وامض في طريقتك، فتمر على قافلة إذا جاوزتها استقبلك فارس فانصحه، فإنه ستكون توبته على يدك، وخذ معك قلنسوة العزيزان إلى السيد كلال، ثم بعد ذلك حركوني فرجعت إلى نفسي فلما أصحبت ذهبت إلى منزلي في زيورتون وسألت أهلي عن القلنسوة، فآتوني بها وقالوا إن لها في ذلك الموضع مدة مديدة، فلما رأيتها أتاني حال عظيم وبكاء شديد، فأخذتها وتوجهت ساعتئذ إلى أبنيكية قرية من قرى بخاري، فأتيت مسجد مولانا شمس الدين فصليت معه الصبح، ثم بلغته ما أرسلت به إليه، فتحير وكان السقاء ثم حاضرا، فأنكر صحة دعوى التركي، فأقمت عليه البينة السابقة فكذب أمر الفاحشة فذهب جماعة ممن في المسجد إلى ذلك الموضع فحفروه فوجدوا السقط مدفونا فيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى