مقال

الدكروري يكتب عن الإمام تقي الدين السبكي ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام تقي الدين السبكي ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الرابع مع الإمام تقي الدين السبكي، والدر النظيم في تفسير القرآن العظيم، والطوالع المشرقة في الوقف على طبقة بعد طبقة، المواهب الصمدية، وقال عنه الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية، وفيها قدم القاضي تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي من الديار المصرية حاكما على دمشق وأعمالها، وفرح الناس به، ودخل الناس يسلمون عليه لعلمه وديانته وأمانته، ونزل بالعادلية الكبيرة على عادة من تقدمه، ودرس بالغزالية والأتابكية، واستناب ابن عمه القاضي بهاء الدين أبو البقاء، ثم استناب ابن عمه أبا الفتح، وكانت ولايته الشام بعد وفاة قاضي القضاة جلال الدين محمد بن عبد الرحيم القزويني الشافعي، وقال عنه أيضا في نفس الكتاب قال البرزالي ومن خطه نقلت وفي يوم الأحد سادس عشر شوال ذكر الدرس الإمام العلامة تقي الدين السبكي، المحدث بالمدرسة الكهارية عوضا عن ابن الأنصاري أيضا.

 

وكما قال عنه اليافعي في مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان، وفي الشهر المذكور قدم الإمام العلامة تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي متوليا قضاء القضاة في البلاد الشامية، وفرح العالم به لدينه وعفته وعلومه الباهرة، وأوصافه الجميلة، وقال عنه ابن حجر الهيتمي في كتابه الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم، شيخ الإسلام، وعالم الأنام، المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وإمامته التقي السبكي قدس الله روحه ونور ضريحه، وقال عنه في كتابه الفتاوى الحديثية، الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي حسن السبكي، وقال عنه الحافظ أبو المحاسن الحسيني عني بالحديث أتم عناية وكتب بخطه المليح الصحيح المتقن شيئا كثيرا من سائر علوم الإسلام، وهو ممن طبق الممالك ذكره ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره.

 

وسارت بتصانيفه وفتاويه الركبان في أقطار البلدان، وكان ممن جمع فنون العلم، مع الزهد والورع والعبادة الكثيرة والتلاوة والشجاعة والشدة في دينه، وقال عنه ابن عابدين بل يكفي في ذلك الإمام السبكي وحده، فقد قيل في حقه لو درست المذاهب الأربعة لأملاها من صدره، وقال عنه الحافظ صلاح الدين العلائي الناس يقولون ما جاء بعد الغزالي مثله، وعندي أنهم يظلمونه بهذا، وما هو عندي إلا مثل سفيان الثوري، وقال عنه في كتابه الوافي بالوفيات، قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن مسوار بن سوار بن سليم الشيخ الإمام العالم العلامة العامل الورع الناسك الفريد البارع المحقق المدقق المفنن المفسر المقرئ المحدث الأصولي الفقيه المنطقي الخلافي النحوي اللغوي الأديب الحافظ.

 

أوحد المجتهدين، سيف المناظرين، فريد المتكلمين، شيخ الإسلام حبر الأمة، قدوة الأئمة، حجة الفضلاء، قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن الأنصاري الخزرجي المصري السبكي الشافعي الأشعري، الحاكم بالشام، وتصانيفه تشهد لي بما ادعيت وتؤيد ما أتيت به ورويت، فدونك وإياها ورشف كؤوس حمياها، وتناول نجومها إن وصلت إلى ثرياها، ولد أول يوم من صفر سنة ثلاث وثمانين وست مائة، وقرأ القرآن العظيم بالسبع، واشتغل بالتفسير والحديث والفقه والأصولين والنحو والمنطق والخلاف العميدي، والفرائض، وشيء من الجبر والمقابلة، ونظر في الحكمة وشيء من الهندسة والهيئة، وشيء يسير من الطب، وتلقى كل ما أخذه من ذلك عن أكثر أهله، ممن أدركه من العلماء الأفاضل، فمن مشاهير شيوخه في القراءات تقي الدين الصائغ، وفي التفسير علم الدين العراقي، وفي الحديث الحافظ شرف الدين الدمياطي.

 

وبه تخرج في الحديث، وأخذ باقي العلوم عن جماعة غيرهم، فالفقه أخذه عن الإمام نجم الدين ابن الرفعه، والأصول أخذها عن علاء الدين الباجي، والنحو عن العلامة أثير الدين أبي حيان، وغير ذلك عن غيرهم، ورحل في طلب الحديث إلى الإسكندرية والشام، فمن مشاهير أشياخه في الرواية ابن الصواف وابن جماعة والدمياطي وابن القيم وابن عبد المنعم وزينب، هؤلاء بمصر والإسكندرية، والذين بالشام ابن الموازيني وابن مشرف والمطعم وغيرهم، والذين بالحجاز هم رضي الدين إمام المقام وغيره، وصنف كثيرا إلى الغاية، من ذلك الدّر النظيم في تفسير القرآن العظيم، عمل منه مجلدين ونصفا، وتكملة المجموع في شرح المهذب، ولم يكمل، والابتهاج في شرح المنهاج في الفقه، بلغ فيه يؤمئذ، والتحقيق في مسألة التعليق، ردا على العلامة تقي الدين ابن تيمية في الطلاق، وكان الناس قد عملوا عليه ردودا ووقف عليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى