مقال

الدكروري يكتب عن جوهر الدين ” جزء 1″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن جوهر الدين ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونحن نختم الشهر الكريم الطيب المبارك شهر رمضان يجب علينا أن نعي جيدا الثمرة  من الصيام كما يجب علينا أن ننتبه إلي الهدف من الرساله المحمدية السمحه ورسالة الإسلام فإن هذا الدين في جوهره مكارم أخلاق، لقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت معلما ” رواه ابن ماجه، وقال صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” وإن الفلاح والنجاح والفوز والتفوق، والنجاة في تزكية النفس، وهل تزكية النفس إلا أن تحليها بمكارم الأخلاق؟ ومن أين نأتي بمكارم الأخلاق؟ فإن الأخلاق الصحيحة، الأصيلة، التي تسمو بصاحبها لا تكون إلا من طريق الدين لأن الله سبحانه وتعالى، عنده مكارم الأخلاق، فإذا أحب الله عبدا منحه خُلفا حسنا كما ورد في بعض الأحاديث، إن مكارم الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحب الله عبدا منحه خلقا حسن.

 

وإن الدين ومكارم الأخلاق هما شيء واحد لا يقبل أحدهما الانفصال عن الآخر، ومن دون دين لا يمكن أن تكون هناك أخلاق، ولا يمكن أن تكون هناك أخلاق إلا عن طريق الإيمان بالله عز وجل أولا، والإيمان بخلود النفس ثانيا، والإيمان بالحساب بعد البعث ثالثا، وعن ابن عباس رضى الله عنهما، النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم” رواه ابن ماجه، وعن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم” وكلكم يعلم أنه من الولد على الوالد أن يحسن أدبه، وأن يحسن اسمه فالإنسان هو وحده الذي يستطيع أن يغرس هذه القيم في نفوس ذويه، وعلينا نحن جميعا كما ألزمنا النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته” فلست مسئولا عن الغذاء والكساء والدواء والدروس فقط.

 

فإن هذه أمور يتولاها الله، كما أنبأ في كتاب الله تعالى لكنك مسئول عن عباداته لله، وعن إيمانه الصادق في حضرة الله، وعن بلوغه درجة الإخلاص في كل عمل بحيث يعمل العمل لله لا يرجو الأجر من أحد سواه عز وجل وتعلمه الأخلاق الكريمة والقيم القرآنية العظيمة، فأنت وحدك الذي تسقيه احترام الكبار والعطف على الصغار، وأنت وحدك الذي تدربه على صلة الأرحام، وأنت وحدك الذي تعلمه حقوق الجيران، وأنت وحدك الذي تراقبه في الغدو والآصال، وتعلمه آداب الطريق، وحسن إختيار الصديق والرفيق، وعدم النظر الذي لا يحله الله تعالى وقد وضح ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الأخلاق القويمة، والقيم الإسلامية العظيمة، التى جعلها الدين أمانة في أعناقنا، وهي الأمانة العظمى التي يحاسبنا عليها الله تعالى فقال عز وجل فى كتابه الكريم فى سورة التحريم.

 

” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ” ولنا الوقفه مع المرأة التي كانت عند حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطتها السيدة عائشة رضى الله عنها تمرة وطلبت من إبنها إحضار شيئا وإن أحضره تعطيه تمرة، فأحضر الشيء وعاد فأعطتها له، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لو لم تعطها له لكتبت عليك كذبة، ولحاسبك الله عز وجل عليها يوم القيامة” وهذا الرجل الذي ذهب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يشكو إبنه، ويقول يا أمير المؤمنين إن إبني عقني، والعقوق هو العصيان وعدم الطاعة والإحترام الواجب للآباء، فاستدعى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه الولد، وقال له لم عققت أباك؟ فقال يا أمير المؤمنين إن أبي عقني قبل أن أعقه، قال عمر بن الخطاب وكيف؟

 

قال الولد أن والدى لم يُحسن اختيار أمي، فأنا ابن أمَة سوداء، أي بمعني إبن جارية سوداء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” تخيروا لنطفكم فإن العرق دسّاس ” ولم يُحسن اختيار إسمي، فسمّاني جُعلا، والجعل أى الجعران أو الخنفسة التي تعيش في الحجارة والتراب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “أحسنوا أسماء أبنائكم، فإنهم يُدعون بأسمائهم يوم القيامة” ولم يُعلمني كتاب الله، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه ” إذهب يا رجل، فقد عققته قبل أن يعقك” وإن هذه الحقوق قد تناسها الناس في زماننا، إذ أنت وحدك المكلف بها أنت وزوجك، لا تعتمد على غيرك، وإياك أن تقول أنا مثلي مثل الناس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يحرّج من ذلك فقال “لا يكن أحدكم إمّعة، يقول إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساء الناس أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساء الناس أن تحسنوا” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى