مقال

الدكروري يكتب عن الإمام أبو سعد النيسابوري ” جزء 1″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام أبو سعد النيسابوري ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام أبو سعد النيسابوري هو أبو سعد بن أبي سعيد المتولي النيسابوري فقيه شافعي مناظر، عالم بالأصول، وولد الإمام أبو سعد النيسابوري بنيسابور سنة ربعمائة وست وعشرين من الهجرة، وقيل سنة ربعمائة وسبع وعشرين من الهجرة، وتعلم وتفقه بمدينة بخارى موطن الإمام البخاري على الشيخ أبي سهل أحمد بن علي الأبيوردي، وبمدينة مرو الشاهجان على أبي القاسم عبد الرحمن الفوراني المروزي الفقيه الشافعي، وبمدينة مرو الروذ علي القاضي حسين بن محمد، وتولى التدريس بالمدرسة النظامية ببغداد بعد الإمام أبو إسحاق الشيرازي، ومن أهم كتبه كتاب الغنية في أصول الدين، وكتاب تتمة الإبانة عن أحكام فروع الديانة، وهو أبو سعد عبد الرحمن بن محمد واسمه مأمون بن علي، وقيل إبراهيم المعروف بالمتولي الفقيه الشافعي النيسابوري، وقال ابن العماد في شذرات الذهب.

ولم أقف على المعنى الذي سمي به المتولي، وكان الإمام أبو سعد النيسابوري جامعا بين العلم والدين وحسن السيرة وتحقيق المناظرة، له يد قوية في الأصول والفقه والخلاف، وقال ابن كثير هو أحد أصحاب الوجوه في المذهب، وصنف التتمة ولم يكمله وصل فيه إلى القضاء وأكمله غير واحد ولم يقع شيء من تكملتهم على نسبته، وصنف كتابا في أصول الدين وكتابا في الخلاف مختصرا في الفرائض وحدث بشيء يسير، وسمع الحديث من الأستاذ أبي القاسم القشيري، وأبي عثمان الصابوني، وأبي الحسين عبد الغفار بن محمد الفارسي، وغيرهم، وذكر في مصنفات عدة كوفيات الأعيان وغيرها أنه تخرج على أبي سعد جم من الأئمة من غير تعيين، وروى عنه جماعة ودرّس بالنظامية بعد الشيخ أبي إسحاق ثم عزل بابن الصباغ ثم أعيد واستمر إلى حين وفاته، وذكر أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن إبراهيم الهمذاني.

في كتابه الذي ذيله على طبقات الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في ذكر الفقهاء ما مثاله حدثني أحمد بن سلامة المحتسب قال لما جلس للتدريس أبو سعد عبد الرحمن واسمه مأمون بن علي المتولي بعد شيخنا، يعني أبا إسحاق الشيرازي، أنكر عليه الفقهاء استناده موضعه، وأرادوا منه أن يستعمل الأدب في الجلوس دونه، ففطن وقال لهم اعلموا أنني لم أفرح في عمري إلا بشيئين أحدهما أني جئت من وراء النهر ودخلت سرخس وعليّ أثواب أخلاق لا تشبه ثياب أهل العلم فحضرت مجلس أبي الحارث بن الفضل السرخسي، وجلست في أخريات أصحابه فتكلموا في مسألة فقلت واعترضت، فلما انتهيت في نوبتي أمرني أبو الحارث بالتقدم فتقدمت، ولما عادت نوبتي استدناني وقربني حتى جلست إلى جنبه، وقام بي وألحقني بأصحابه، فاستولى عليّ الفرح، والشيء الثاني حين أهلت للاستناد في موضع شيخنا أبي إسحاق.

فذلك أعظم النعم، وأوفى القسم، ومن مؤلفاته، هو كتاب الغنية وهو في أصول الدين وهو من الكتب التي اعتنت بالرد على بعض الفرق المخالفة لمذهب أهل السنة مثل فرقة الكرامية، والكتاب من تحقيق الشيخ عماد الدين أحمد حيدر، وقال ابن كثير هو أحد أصحاب الوجوه في المذهب وصنف كتاب تتمة الإبانة تمم به الإبانة تأليف شيخه الفوراني في الفقه الشافعي ولكنه لم يكلمه وعاجلته المنية قبل إكماله، وكان قد انتهى فيه إلى كتاب الحدود، وأتمه من بعده جماعة منهم أبو الفتوح أسعد العجلي وغيره ولم يأتوا فيه بالمقصود ولا سلكوا طريقه، فإنه جمع في كتابه الغرائب من المسائل والوجوه الغريبه التي لا تكاد توجد في غيره، وكتاب في الخلاف مختصرا في الفرائض وهو مختصر صغير مفيد مذكور في الإبانة ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون، وله في الخلاف طريقة جامعة لأنواع المآخذ.

وكتاب الغنية في أصول الدين وهو كتاب في قواعد علم التوحيد اشتمل على فصول ومسائل عقيدة أهل السنة والجماعة، وقال عنه ابن كثير في البداية والنهاية عبد الرحمن بن المأمون بن علي أبو سعد المتولي مصنف التتمة ومدرس النظامية بعد أبي إسحاق الشيرازي، وكان فصيحا بليغا ماهرا بعلوم كثيرة، كانت وفاته في شوال من هذه السنة عن ثنتين وخمسين سنة وصلى عليه القاضي أبو بكر الشاشي، ودفن بباب أبرز، وقال في طبقات الشافعيين هو أحد أصحاب الوجوه في المذهب، أخذ الفقه عن القاضي حسين بمرو الروذ، وعن أبي سهل أحمد بن علي الأبيوردي ببخارى، وعن أبي القاسم الفوراني، وله كتاب التتمة على كتاب شيخه الفوراني كتاب الإبانة، ولم يتمه أيضا بلغ إلى الحدود، وله كتاب في الخلاف، ومختصر في الفرائض، ومصنف في الأصول، وكان فقيها محققا، وحبرا مدققا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى