مقال

الدكروري يكتب عن الإمام إبن رشد ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام إبن رشد ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الرابع مع الإمام إبن رشد، ويعرض فيها ما يعتبره الضروري في الموضوع الذي يتناوله ككتاب الضروري في أصول الفقه أو مختصر المستصفى وكتاب الضروري في النحو، ومن شروحاته وتلاخيصه لأرسطو، هو تلخيص وشرح كتاب ما بعد الطبيعة الميتافيزياء، وتلخيص وشرح كتاب البرهان أو الأورغنون، وتلخيص كتاب المقولات قاطيفورياس، وشرح كتاب النفس، وشرح كتاب القياس، وكما له مقالات كثيرة ومنها مقالة في العقل، ومقالة في القياس، ومقالة في اتصال العقل المفارق بالإنسان، ومقالة في حركة الفلك، ومقالة في القياس الشرطي، وكما له كتب كثيرة وأشهرها هو كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه، وكتاب مناهج الأدلة، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية في الأصول، وكتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية.

 

وقد أكد فيه ابن رشد على أهمية التفكير التحليلي كشرط أساسي لتفسير القرآن الكريم، وذلك على النقيض من اللاهوت الأشعري التقليدي، حيث كان يتم التركيز بدرجة أقل على التفكير التحليلي وبدرجة أكثر على المعرفة الواسعة من مصادر أخرى غير القرآن على سبيل المثال الحديث الشريف، وكتاب تهافت التهافت الذي كان رد ابن رشد على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة، وكتاب الكليات، وكتاب الحيوان، وكتاب المسائل في الحكمة، وكتاب جوامع كتب أرسطاطاليس في الطبيعيات والإلهيات، وكتاب شرح أرجوزة ابن سينا في الطب، وكتاب الضروري في السياسة، وقد كتب جورج سارتون أبو تاريخ العلوم أنه ترجع عظمة ابن رشد إلى الضجة الهائلة التي أحدثها في عقول الرجال لعدة قرون وقد يصل تاريخ الرشدية إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي، وهي فترة من أربعة قرون.

 

تستحق أن يطلق عليها العصور الوسطى حيث إنها كانت تعد بمثابة مرحلة انتقالية حقيقية بين الأساليب القديمة والحديثة، وقد عكف ابن رشد على شرح أعمال أرسطو ثلاثة عقود تقريبا، وكتب تعليقات على معظم فلسفاته ماعدا كتاب السياسة الذي لم يك متاحا له، وكانت أعمال ابن رشد الفلسفية أقل تأثيرا على العالم الإسلامي في العصور الوسطى منها على العالم المسيحي اللاتيني وقتها، كما يدل على ذلك حقيقة أن الأصل العربي لكثير من أعماله لم يعش، بينما ظلت الترجمات اللاتينية والعبرية موجودة ومع ذلك فإن أعماله وعلى وجه التحديد موضوعات الفقه الإسلامي والتي لم تترجم إلى اللاتينية أثرت بالطبع في العالم الإسلامي بدلا من الغرب وقد تزامنت وفاته مع وجود تغيير في ثقافة الأندلس والترجمات العبرية لأعماله كان لها تأثير لاينسى على الفلسفة اليهودية، خاصة الفيلسوف اليهودي جرسونيدس.

 

الذي كتب شروحا فرعية على العديد من أعمال ابن رشد، وفي العالم المسيحي استوعب فلسفته سيجر البرابانتي وتوما الأكويني وغيرهم وخصوصا في جامعة باريس من المجالس المسيحية التي قدرت المنطق الأرسطي، وبلغ ابن رشد عند بعض الفلاسفة مثل توما الأكويني من الأهمية مكانة لدرجة أنهم لم يكونوا يشيرون له باسمه بل بالمعلق أو الشارح، فيما يطلقون على أرسطو الفيلسوف، وتأثرا بفلسفات ابن رشد أسس الفيلسوف الإيطالي بيترو بمبوناتسي مدرسة عرفت باسم المدرسة الأرسطية الرشدية، أما عن علاقته بأفلاطون فقد لعبت رسالة ابن رشد وشرحه لكتاب أفلاطون الجمهورية دورا رئيسا في نقل وتبني التراث الأفلاطوني في الغرب، وكان المصدر الرئيس للفلسفة السياسية في العصور الوسطى، ومن ناحية أخرى كان العديد من اللاهوتيين المسيحيين يخشون فلسفته.

 

حتى اتهموه بالدعوة إلى الحقيقة المزدوجة ورفضه المذاهب التقليدية التي تؤمن بالخلود الفردي، وبدأت تنشأ أقاويل وأساطير تصل به للكفر والإلحاد نهاية المطاف واستندت هذه الاتهامات إلى حد كبير على التأويل الخاطئ لأعماله، ولم يكن ابن رشد فيلسوفا أصيلا بقدر ماكان شارحا ومعلقا على أعمال أرسطو، إذ ليست له أفكار فلسفية خاصة مقارنة بأعلام الفلسفة الإسلامية الكبار كابن سينا والرازي والفارابي، وإن تراثه الرئيس يتمحور حول ترجمة أرسطو إلى العربية وشرحه والتعليق عليه ترجمة دقيقة مقارنة بما كان سبق من ترجمات ساعدته عليها خلفيته المعرفية والفلسفية واللغوية، وهذه الأعمال هي التي نقلت إلى العبرية واللاتينية وأرهصت لفلاسفة كابن ميمون وسيجر دو برابانت والإكويني، ولمدارس كالفلسفة المدرسية السكولاتية، ومن هنا اهتمام الغربيين المحدثين به وإعلاء شأنه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى