مقال

الدكروري يكتب عن الإمام بدر الدين الشوكاني ” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام بدر الدين الشوكاني ” جزء 3″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

والفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني، وبلوغ المنى في حكم الاستمناء، والدراري المضية شرح الدرر البهية، والقول الجلي في حكم لبس النساء للحلي، ورفع الالتباس لفوائد حديث ابن عباس، ورسالة في حكم التصوير، ودر السحابة في مناقب القرابة والصحابة، والدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، ووبل الغمام على شفاء الأوام، والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، والدواء العاجل في دفع العدو الصائل، ووبل الغمام على شفاء الأوام، وأدب الطلب ومنتهى الأرب، والقول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد، والسلوك الإسلامي القويم، والتحف في مذاهب السلف، والبحث المسفر عن تحريم كل مسكر ومفتر، والدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، وهكذا نشأ الإمام الشوكاني بصنعاء، فقرأ القرآن الكريم وجوّده على جماعة من مشايخ القراء بصنعاء، وفي أثناء ذلك كان قد حفظ عدة مختصرات في الفقه والنحو.

 

والعروض، وآداب البحث وعلوم اللغة، وطالع عدة كتب من كتب التاريخ والأدب، ثم شرع في طلب العلم فدرس على والده، وعلى البارزين من العماء في عصره في مختلف العلوم الدينية، واللسانية، والعقلية، والرياضي، والفلكية، وكما كتب الشوكاني لنفسه ترجمة في كتابه البدر الطالع، أسوة بغيره من المحدثين، والعلماء، وهذا ملخص لما كتبه فعن بداية طلبه للعلم يقول الشوكاني رحمه الله تعالى “إني لما أردت الشروع في طلب العلم، ولم أكن إذ ذاك قد عرفت شيئا فيه حتى ما يتعلق بالطهارة والصلاة إلا مجرد ما يتلقاه الصغير من تعليم الكبير لكيفية الصلاة والطهارة ونحوها” ثم قرأ القرآن الكريم على جماعة من المعلمين، ثم ختمه على الفقيه حسن بن عبد الله، وجوّده على جماعة من مشايخ القرآن بصنعاء، ثم حفظ الكثير من الكتب، وفي أيام قراءته في الفروع شرع في قراءة النحو، فقرأ عدة كتب في ذلك منها الملحة.

 

وقرأ شرح الرضي على الكافية على القاسم بن يحيى الخولاني، وقرأ شرح إيساغوجي للقاضي زكريا على عبد الله بن اسماعيل النهمي، وقرأ الشرح المطول للسعد التفتازاني، وقرأ شرح جمع الجوامع للمحلى على عبد القادر بن أحمد، وقرأ شرح الجزرية، على هادي بن حسين، وقرأ البحر الزخار وحاشيته، وتخريجه، وضوء النهار على شرح الأزهار على عبد القادر بن أحمد، وقرأ الكشاف وحاشيته، على الحسن بن إسماعيل المغربي، وسمع صحيح مسلم، وسنن الترمذي، وبعض الموطإ، وبعض شفاء القاضي عياض، على عبد القادر بن أحمد وسمع جميع سنن أبي داود، وتخريجها للمنذري، على الحسن بن إسماعيل المغربي، وكذلك سمع شرح بلوغ المرام، على الحسن بن إسماعيل وهناك كتب أخرى ذكرها الشوكاني، أعرضت عن ذكرها، وبعد ذلك يقول الشوكاني هذا ما أمكن سرده من مسموعات صاحب الترجمة ومقروءاته.

 

وله غير ذلك من المسموعات والمقروءات، وهكذا ظل العلامة محمد بن علي بن عبد الله الشوكاني يأخذ عن شيوخه العلم حتى استوفى كل ما عندهم من كتب، بل زاد في قراءاته الخاصة على ما ليس عندهم، وكان طلبه للعلم في صنعاء نفسها، يقول الشوكاني عن نفسه “وكانت قراءتي لما تقدم ذكره في صنعاء ولم أرحل لأعذار منها عدم الإذن من الأبوين، وقد درس جميع ما تقدم ذكره، وأخذه عنه الطلبة، وتكرر أخذهم عنه في كل يوم من تلك الكتب، وكثيرا ما كان يقرأ على مشايخه، فإذا فرغ من كتاب قراءة أخذه عنه تلامذته، بل ربما اجتمعوا على الأخذ عنه قبل أن يفرغ من قراءة الكتاب على شيخه، وكان يبلغ دروسه في اليوم والليلة إلى نحو ثلاثة عشر درسا، منها ما يأخذه من مشايخه، ومنها ما يأخذه عنه تلامذته، واستمر على ذلك مدة حتى لم يبقي عند أحد من شيوخه ما لم يكن من جملة ما قد قرأه.

 

ثم يقول الشوكاني رحمه الله تعالى عن نفسه ثم إن صاحب الترجمة جلس لإفادة الطلبة فقط، فكانوا يأخذون عنه في كل يوم زيادة على عشرة دروس، في فنون متعددة، واجتمع منها في بعض الأوقات التفسير، والحديث، والأصول، والنحو، والصرف، والبيان، والمعاني والمنطق، والفقه، والجدل، والعروض، وكما تفرغ الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى وتقدم للإفتاء وهو في نحو العشرين من عمره، وكانت ترد عليه الفتاوى من خارج صنعاء، وشيوخه إذ ذاك أحياء، وكاد الإفتاء يدور عليه وحده، وهو في هذه السن، ويقول الشوكاني رحمه الله تعالى عن نفسه وربما قال الشعر إذا دعت لذلك حاجة كجواب ما يكتبه إليه بعض الشعراء من سؤال، أو مطارحة أدبية، أو نحو ذلك، ومن ذلك قوله أنا راض بما قضى واقف تحت حكمه سـائل أن أفوز بالخير من حسن ختمه وقد أحاط رحمه الله تعالى إلى جانب العلوم العربية الدينية بالعلوم الرياضية والطبيعية والإلهية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى