مقال

الدكروري يكتب عن التجارة في الإسلام” جزء 3″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن التجارة في الإسلام” جزء 3″

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يُهادى بين الرّجلين حتى يقام في الصف” رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “مَن سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له، إلا من عذر” رواه ابن ماجه، وقال الإمام الشافعي رحمه الله “لا أرخص لمن قدر على صلاة الجماعة في ترك إتيانها إلا مِن عذر” وقال الإمام ابن كثير عند كلامه على صلاة الخوف كما جاء في سورة النساء، وما أحسن ما استدل به من ذهب إلى وجوب الجماعة من هذه الآية الكريمة حيث اغتفرت أفعال كثيرة لأجل الجماعة، فلولا أنها واجبة لما ساغ ذلك، فإن قول المؤذن عند النداء للصلاة المفروضة الله أكبر، الله أكبر.

 

يعني أن الله تعالى أكبر من المال والأهل والولد، وأنه سبحانه أكبر من كل شيء، وكما يجب الإيمان بأن الله تعالى ضمن الأرزاق لجميع المخلوقات، حيث قال الله تعالى في سورة الذاريات “وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون” وكما قال الله سبحانه وتعالي في سورة هود ” وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين” وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها، وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته” وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله”

 

وكما يجب على التاجر المسلم أن يتفقه في دين الله تعالى بالقدر الذي يساعده على تصحيح عقيدته وعبادته لله تعالى، ولقد كان كثير من العلماء من التجار، ويجب على التاجر أيضا أن يعرف الأحكام الشرعية الخاصة بالتجارة التي يمارسها، وذلك بسؤال أهل العلم حتى يتجنب الشبهات والوقوع في الحرام، وأن طلب العلوم الشرعية يرفع منزلتك عند الله تعالى وعند الناس، فقال الله تعالى كما جاء في سورة المجادلة ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات” وكما قال الله تعالى كما جاء في سورة فاطر” إنما يخشي الله من عباده العلماء” وعن معاوية بن أبي سفيان قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين” رواه البخاري ومسلم، وكما يجب على التاجر المسلم أن يحسن اختيار من يساعده، بحيث يكون من أهل العقيدة الصحيحة، ومن أهل الصلاة والصدق والأمانة لأن الإنسان عادة يتأثر بمن يلازمه.

 

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي” رواه الترمذي، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” رواه أبي داوود، وكما ينبغي على التاجر المسلم أن يعتاد على استخارة الله تعالى في جميع أمور حياته، وأن يستشير أهل الخبرة من الصالحين في الأمر الذي يريد أن يقدم عليه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول “إذا همّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب،

 

اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني، قال ويسمّي حاجته” رواه البخاري، وما أجمل أن يستيقظ المسلم مبكرا لطلب الرزق الحلال، متبعا في ذلك سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فعن صخر الغامدي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “اللهم بارك لأمتي في بكورها” قال وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم أول النهار،وكان صخر رجلا تاجرا، وكان إذا بعث تجارة بعثهم أول النهار، فأثرى وكثر ماله” رواه الترمذي، وكما على التاجر المسلم أن يكون في تجارته من الدعاة المخلِصين إلى الله تعالى، فيحث الناس على الخير، ويمنعهم ويحذرهم من الشر، قدر استطاعته، بالحكمة والموعظة الحسنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى