مقال

أزمة ضمير……

جريدة الاضواء

أزمة ضمير

بقلم الكاتب / أشرف الشرقاوي

أعاني مما يعاني منه الناس , ومشاكلي هي مشاكل الناس . فمشاكلي لا تكمن في الفقر أو ضيق العيش , فأنا فرد وواحد من الناس الذين يُعانون من أفات مجتمعنا فأنا كمثل غيري أعاني من قلة الضمير والوساطة والمحسوبية وأكل وهضم حقوق الناس بالباطل والزور والبهتان , أعاني ممن يستغل الناس في قضاء حوائجهم. نعم أٌعاني من الذي يأخذ حقي ولا يبالي . أٌعاني من الموظف الذي يستبيح كل شئ ويرتشي . أٌعاني من ينسي كلام الله ويظلمني ويأخذ حقي

﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

أعاني من رجل أعمال يأكل حقوق عمالة ويتفنن في إبتكار الوسائل والسُبل لتقويض حقوق العمال وأكل حقهم والإفتراء عليهم. وتسخيرهم في أعمال شاقة وبخس حقهم.

أعاني من رجلا للأسف كنت أٌلقبة بمعلم الأجيال , فيا أسفي علي معلماً ضاعت علي يدة أجيال وأجيال . أتحسر علي طلاب في مراحل متقدمة من الأعوام ولكنهم لا يفقهون شيئا ولا يجيدون حتي القراءة والكتابة فأين أنت من تلك الجريمة يا معلم الأجيال.

وأشكو مثلكم كما تشتكون من طبيبا حول مهنته إلي بيزنس وتجارة والمقامرة بحياة وأرواح الناس , تجارة منزوع منها الرحمة , شعارة الأن أن لم تملك فالتمت وليرحمك الله لأن الرحمه وللأسف ماتت من قلوب هؤلاء.

وأعاني ممن يسرقني وممن يستغلني ومن يأخذ من قوتي ويحرمني , أعاني ممن يغشني وأعاني من تاجر يستغل أزماتي ولا يبالي . أعاني ممن ينامون في قصور وبغيرهم لا يبالوا أعاني من مجتمع أفسدة الضالمين والفاسدين والمرتشين والنصابين , أعاني ممن ماتت في قلوبهم الرحمة والشفقة والإنسانية.

نعم نحن جميعا نشكو من أزمة ضمير ,أزمة أخلاق أزمة قيم ,جمود قلب, إنعدام رحمة ,يبوس مشاعر, تجمد أحاسيس .

فماذا لو تذكر رجل الأعمال قول رسولنا الكريم حين قال صلي الله علية وسلم

(أعطي الأجير حقة قبل أن يجف عرقة.) صدق رسولنا الكريم

وماذا لو تبسم في وجة عاملة وعاملة بالحسني وجعلة يعمل وكأنة في مصنعة والله كانت هتفرق كتير . وماذا لو لم يستغل التاجر وماذا لو لم يغش صاحب الميزان . وماذا لو لم يرتشي الموظف ويتقي الله في مصالح الناس . وماذا لو يتقي الطبيب ربه ولا يتاجر بالناس ويتعامل مع مرضاة بالرحمة. وماذا لو أتقي الله المدرس في عملة وأرضي ضميرة امام الله في الأمانة التي وكله الله بها وماذا لو وماذا لو وماذا لو لو لو لو لو لو,

ويا كل رجل أعمال لا ننظر إلي أموالكم ولا نحقد عليكم لاننا نأمن بأن الله مقسم الأرزاق ولكن إتقوا الله في أجيركم وأعطوا حقوق الناس بالعدل والإنصاف.

هكذا نحلم ويحلم الفقير , فالفقير ليس فقير مال بل أفتقر إلي صحوة ضمائر الناس . فأن الله مقسم الأرزاق وأن ربك لا يظلم أحدا فرزق الله يكفي الجميع ولكن من طمع البشر وسوء التوزيع والعدالة بين الناس. فأصبحنا في مجتمع يأكل القوي الضعيف ولا يبالي فيا ربنا ندعوك عليك بمن يسرق أقواتنا ويحول بيننا وبين الحياة الكريمة ويجعلونا نحس بالتعاسة والحرمان والظلم وخيبة الأمل في هذا المجتمع.

وفي ختامي كلامي لأصف لكم ما أري

فأري أن أزماتنا ما هي إلا أزمة ضمير وانعدام أخلاق وضعف إيمان وجمود قلب.

فأبحثوا عن علاج لتلك الأمراض فسينصلح حالكم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى