مقال

الدكروري يكتب عن الدفاع عن الوطن 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الدفاع عن الوطن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن للأفراد حقوق في البلاد وواجبات ينبغي لهم الالتزام بتطبيقها ما داموا يعيشون في بلد له قوانين، وفيه تعليمات صارمة يجب على الأفراد الالتزام بها، ومن واجبات العاملين والأفراد نحو الوطن العمل بجد وإخلاص للارتقاء بصناعات البلد الذي يعيشون فيه والحرص على الممتلكات والمعدات الصناعية، والحفاظ عليها ورعايتها من التلف والفساد، وكذلك أيضا النزاهة، وعدم قبول الوساطات والرشاوى، ومعاملة الأفراد جميعا بمستوى واحد، من حيث الحقوق الواجبة لهم، والحرص على التقيد بالقوانين الناظمة للعمل، من حيث الدوام والانصراف، والحرص على التقيد بقوانين العمل، من حيث المستوى الذي يعملون به للحصول على جودة صناعية عالية، والحرص على وقت العمل وعدم إهداره في الأمور الشخصية، وعدم العمل في مجال آخر ضمن أوقات العمل الأصلي، وعدم خيانة أمانة العمل وإضاعة جهود الدولة.

 

والعيش مع الآخرين في حياة متسامحة مهما كانت الخلافات بينهم، وضرورة العلم أن أرض الوطن تجمعهم، ويجب ألا تؤثر عليهم الخلافات مهما كانت، وكذلك اتباع القوانين والأنظمة التي سنتها الدولة، وعدم الخروج عنها، والإيمان بالمساواة بين الأفراد جميعا فلا ينبغي أن يعتقد أحد في البلاد أنه أعلى من غيره مهما كانت الأسباب، فإن الجميع سواسية، وكما يجب علي كل إنسان الدفاع عن الأهل والمال والوطن فعن سعيد بن زيد قال صلى الله عليه وسلم ” من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد ” رواه الترمذى، ويدخل في ذلك أيضا الجنود المرابطون، فإنهم الذين يسهرون ليلهم في حراسة هذا الوطن والدفاع عنه وحماية منشآته، وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله ” عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله ” رواه الطبرانى والبيهقى والترمذى.

 

فكل من مات من أجل التضحية والدفاع عن الوطن فهو شهيد، وليعلم أن لنيل أجر الشهادة شروطا، وإن من هذه الشروط هو الصبر والاحتساب وعدم الموانع كالغلول، والدين، وغصب حقوق الناس، أو من فجّر نفسه، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل ركب البحر للتجارة فغرق فهل مات شهيدا؟ فأجاب نعم مات شهيدا إذا لم يكن عاصيّا بركوبه، وقال في موضع آخر ومن أراد سلوك طريق يستوي فيها احتمال السلامة والهلاك وجب عليه الكف عن سلوكها، فإن لم يكف فيكون أعان على نفسه فلا يكون شهيدا، فمن مات مضحيا ومدافعا عن وطنه وهو صابر ومحتسب وموحد فإننا نرجو له الحصول على أجر الشهادة، فرحمة الله واسعة وفضله عظيم، فمدار الأمر على النية، فقد يكون في الظاهر في سبيل الدفاع عن الوطن وفي الباطن غرضه الدنيا، أو منصب أو جاه أو غير ذلك، وإن الحب يقتضي الانتماء والتعلق بالأوطان.

 

والمحافظة عليها وصيانتها وبذل النفيس الغالي من أجلها وفي سبيل رفعتها وبقائها ورفع رايتها عالية خفاقة فالانتماء هو كلمة معناها عظيم، وهذا الانتماء علي عدة أضرب منها الانتماء للدين والانتماء للوطن و للأسرة والأهل و للأرض، فإن الدين من أولويات الأمور وأهمها، ولابد أن نعرف ما هو تفسيرنا للانتماء إلى دين معين ؟هل هو مجرد تصنيف يكتب في البطاقة أو في شهادة الميلاد ؟ أم هل هو فقط لتحديد مواعيد أعيادنا ؟ أم هل هذا هو الانتماء الديني أم إن هذا الانتماء يفرض علينا واجبات كثيرة ؟ إلا يفرض علينا أن نكون سفراء لديننا، بأن نتعلمه، وأن نعرف واجباتنا والفروض، وأن نتبعه، وأن ننشره، وأن نحافظ عليه أم هل كل من تباهى بانتمائه هو بالفعل منتمى، أم إن هناك ما يفرضه علينا ذلك الانتماء، أين نحن الآن من الانتماء إلى ديننا، و ما هو مفهوم هذا الانتماء؟ فقال الله تعالى فى سوة الأنعام ” قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين ”

 

وإذا كنا نعتقد أن الله سبحانه وتعالى الإله الواحد المستحق للعبادة، فهو سبحانه خالقنا وخالق كل شئ، قد ارتضى لنا الإسلام خاتم الديانات دينا ومحمدا نبيا ورسولا، فإنه يعني هو الدين حتى تقوم الساعة، وبما أنه موحى به من الخالق، فلا يستقيم أن نقول أن هناك أمور طرأت تستلزم ترك النصوص جانبا، فالدين الإسلامي بتعاليمه السمحة صالح لكل زمان ومكانن وقد تعجب كل العجب عندما تتحدث مع بعض الناس عن زمن الصحابة يسارع في الرد عليك قائلا ليس زمانه يا شيخ وهو لايعلم أن الدين والشرع صالح لكل زمان ومكان، فالانتماء للدين قبل كل شيء فمن لم ينتمي لدينه ومن هو جاحد لدينه فلن يتعلم الانتماء للوطن وحب الوطن، وإن من أجل ذلك تحمل الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين الأوائل الصعاب والمشاق في سبيل نشر الدين الإسلامي وتعرضوا لأشد أنواع العذاب والتنكيل.

 

حتى أن المسلم كان يأتي لرسول الله صلي الله عليه وسلم، يشكو قسوة التعذيب، كما روي أن خبابا يقول أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد ببردة وهو في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلت ألا تدعوا الله ؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال صلى الله عليه وسلم” قد كان من كان قبلكم ليمشط بأمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم أو عصب ما يصرفه ذلك عن دينه ويوضع المنشار على مفرق رأسه باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله عز وجل” وفى روايه زاد على ذلك ” والذئب على غنمه ” ولكنكم تستعجلون ” رواه البخارى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى