مقال

الدكروري يكتب عن الإعتدال والوسطية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإعتدال والوسطية
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن العامل الأكبر في بناء الحضارات وانتشار الإسلام في عصر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح إنما هو مكارم الأخلاق الكريمة التي لمسها المدعون في هذا الجيل الفذ من المسلمين، سواء كانت هذه الأخلاق في مجال التجارة من البيع والشراء، مثل الصدق والأمانة، أو في مجال الحروب والمعارك، وفي عرض الإسلام عليهم وتخييرهم بين الإسلام أو الجزية أو المعركة، أو في حسن معاملة الأسرى، أو عدم قتل النساء والأطفال والشيوخ والرهبان فإن هذه الأخلاق دفعت هؤلاء الناس يفكرون في هذا الدين الجديد الذى يحمله هؤلاء، وغالبا كان ينتهي بهم المطاف إلى الدخول في هذا الدين وحب تعاليمه، ومؤاخاة المسلمين الفاتحين في الدين والعقيدة، فعلينا جميعا أن نتحلى بحسن الخلق وبسط الوجه وحب الآخرين، وما أجمل قول ابن حبان عندما قال.

“الواجب على العاقل أن يتحبب إلى الناس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق، لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد، وإن الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل، وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السيئ الأخلاق الصالحة كلها” وإن للشباب العربى فى المجتمعات العربية خصائص مشتركة وسمات يتميز بها، ومنها هو التطلع دائما نحو الحرية والديمقراطية، والمخاطرة والشجاعة والجرأة، والحماس للابتكار والتحدى، والإنجاز، والقدرة، والسرعة العالية على حشد الجماهير، وتتفاوت المتطلبات التى يفرضها المجتمع على الشباب من مجتمع لآخر، ومن بيئة لأخرى، إلا أنها توجد بعض النقاط التى تشترك المجتمعات كلها في طلبها من الشباب، لتصل في نهاية المطاف لتنمية وإنماء مجتمعى حقيقى وفعال، وهذه النقاط هى الاعتدال والوسطية.

وعدم التعصب والتطرف في القضايا المختلفة التى يواجهها المجتمع، إنماء قيم المنافسة الفعالة والإيجابية، والحد من الاعتماد والاتكال على الظروف الخارجية لتحصيل الفرص وإحراز النجاح، والاعتماد فى ذلك على الذات، والسعى لتعزيز الهوية الوطنية والقومية، لجعلها هوية ترفع من شأن الشباب وتزيد من احترامهم، ويمكن تعريف الدور الاجتماعي على أنه مجموعة من المعايير والأسس المتخصصة بسلوك وفعل شخص له دور محدد في الجماعة، كدور الطبيب والقائد، ودور الأم والأب، إذ من الضروري ملائمة دور الفرد لسلوكه وفعله، وقد يرتبط الفرد بدورين في ذات الوقت ضمن ما يعرف بتعدد الأدوار الاجتماعية للفرد حسب الجماعة المحيطة به، والمجتمع الذى هو أحد أعضائه، كأن تكون الأم مُدرسة مثلا، فيكون لها دور الأم ودور المعلمة كذلك، ومن الجدير ذكره أن على الفرد أن يحاول الموازنة بين مختلف الأدوار التي يؤديها.

ويكامل بينها حيث إنه من الممكن أن تكون أدواره اختيارية دون إجبار كأن يكون الفرد متزوجا أو عازبا مثلا، أو أدوارا إجبارية فرضت عليه كأن يكون ذكرا أو أنثى، ويكتسب الفرد كيفية أداء الأدوار منذ صغره، وعبر التنشئة والتربية الاجتماعية، أو من خلال التعلم أو من قدواته ومُثله العليا، أو من البيئة التى تحيط به حيث تعد عملية التعلم هذه عملية أساسية للمجتمع، تضمن استمراره، وإن من الأمثلة على الشباب في الإسلام وهو النبى يوسف عليه السلام حيث يعد هو أحد الأمثلة التى أوردها القرآن الكريم، فقد أنزل الله رسالته عليه وهو شاب فتى وتناهشته وحوش الشهوة للمال والجاه من كل اتجاه، فتمرد عليها وصبر وثبت وصمد رغم السجن والنفى والتهديدات من امرأة العزيز، فضرب بذلك أروع الأمثلة في طهارة وعفة الشباب، وأيضا نبى الله موسى وإبراهيم، عليهما السلام، الذين حملا دعوة الله لأقوامهما وكانا شابيبن، وأيضا قادة جيوش الأمة.

فقد وثق الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب، فسلمهم رايات المعارك زارعا فيهم تحمل المسؤولية والثقة بقدراتهم، مثل ما حدث في معركة مؤتة بين المسلمين والرومان، بالإضافة إلى القائد قطز الذى حارب التتار، وكان شابا واشتهر بمقولته “من للإسلام إن لم نكن نحن” وفى مجال العلم من كانوا شبابا أمثال ابن تيمية والشافعي والبخاري وغيرهم، وفى العصر الحديث نرى العديد من الشباب المتدين الذى كان له أكبر الأثر في تغيير الواقع الأسود للكثير من الشباب في المجتمع، وزرع بذور الأمل فى النفوس المتعبة من الحياة، وإن من واجبات الشاب المسلم، هو الالتزام بالدين فى كل نواحى الحياة والسلوكيات، والسعى لإصلاح الغير وإصلاح المجتمع، فالمسلم ضد الأنانية، وكذلك أداء العبادات في وقتها مما يؤدى إلى الانضباط، وأيضا الإقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم من ناحية الأفعال والأقوال، وعدم التشبه بالنساء في اللباس والأفعال وطريقة الكلام، والالتزام بالحلال والبعد عن الحرام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى