مقال

الدكروري يكتب عن أهمية البناء الإيماني

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أهمية البناء الإيماني

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد حث الله تبارك وتعالى على أهمية البناء الإيماني، وشرط أن يكون الأساس الراسخ لأي بنيان يريد أن يشيده الإنسان، فالتقوى هي أساس كل بنيان، وكذلك البيت المسلم الذي يتأسس من بدايته على الصلاح، والاهتمام بالجانب الإيماني في علاقة الزوجين مع الله تبارك وتعالى ولذا نجد أيها الأزواج أن البيت المسلم الذي أسس على تقوى الله عز وجل من صفاته هو الحرص على أداء فرائض الله تبارك وتعالى في وقتها، وأيضا نشأة الأبناء على طاعة الله عز وجل؛ لأن الأبوين مهتمان بعلاقتهما مع الله عز وجل، وبالتالي ينشأ الأبناء من خلال المحاكاة والقدوة على عبادة الله عز وجل، وكذلك قلة الخلافات بين الزوجين لأن أصل علاقة الزوجين مبني على أساس قوي، لا يتزعزع مهما كانت الأسباب، وإن حدث خلاف فسرعان ما يبادر الزوجان إلى حله، وأيضا السكينة والطمأنينة النفسية في البيت، وأما البيت غير الإسلامي الذي لا يهتم بطاعة الله عز وجل.

 

فإن من صفاته هو تضييع الفرائض وتفويتها وتأخيرها، ويكبر الأبناء وهم لا يدرون أمر دينهم، وأن أصل العلاقة بين الزوجين لا يكون على طاعة الله عز وجل وإنما يكون على المادية والمصلحة، فإن اختيار الزوجة ذات الدين والإيمان أصبح اليوم أمرا صعبا، عكس ما كان عليه أيام الرعيل الأول، فعلى الإنسان أن يحرص كل الحرص في اختيار الزوجة الصالحة فإنها نواة الأسرة المسلمة، فيجب الاهتمام البالغ بتكوين المسلمة لتنشئ البيت المسلم، وينبغي لمن يريد بناء بيت مسلم أن يبحث له أولا عن الزوجة المسلمة، وإلا فسيتأخر طويلا بناء الجماعة الإسلامية، وسيظل البنيان متخاذلا كثير الثغرات، وفي الجماعة المسلمة الأولى كان الأمر أيسر مما هو في أيامنا هذه، كان قد أنشئ مجتمع مسلم في المدينة، يهيمن عليه الإسلام، يهيمن عليه بتصوره النظيف للحياة البشرية، ويهيمن عليه بتشريعه المنبثق من هذا التصور، وكان المرجع فيه.

 

هو مرجع الرجال والنساء جميعا إلى الله ورسوله، وإلى حُكم الله وحكم رسوله، فإذا نزل الحكم فهو القضاء الأخير، وبحكم وجود هذا المجتمع، وسيطرة تصوره وتقاليده على الحياة، كان الأمر سهلا بالنسبة للمرأة لكي تصوغ نفسها كما يريد الإسلام، وكان الأمر سهلا بالنسبة للأزواج كي ينصحوا نساءهم، ويربوا أبناءهم على منهج الإسلام، نحن الآن في موقف متغير، فهناك كان الرجل والمرأة والمجتمع كلهم يتحاكمون إلى تصور واحد، وحكم واحد، وطابع واحد، وكذلك السكينة والمودة والرحمة، فإن العلاقة الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة، والمقصود بالسكينة هو الاستقرار النفسي حيث تكون الزوجة قرة عين لزوجها، لا يعدوها إلى غيرها، كما يكون الزوج قرة عين لامرأته، لا تفكر في غيره، والمودة هي شعور متبادل بالحب، يجعل العلاقة قائمة على الرضاء والسعادة، والرحمة هى صفة أساسية في الأخلاق العظيمة في الرجال والنساء.

 

على حد سواء، فليست الرحمة لونا من الشفقة العارضة وإنما هي نبع للرقة الدائمة، ودماثة الخلق، وشرف السيرة، وعندما تقوم البيوت على السكن المستقر، والود المتصل، والتراحم الحاني، فإن الزواج يكون أشرف النعم، وأبركها أثرا، وهكذا يكون إقامة البيت المسلم والأسرة المسلمة وفق شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلا يقدمان على خطوة إلا بعد أن يعلما حكم الله ورسوله فيها، فإن علماه لم يقدما عليه شيئا أبدا، سواء كان عرفا، أو عادة، أو هوى، ويستعليان بعقيدتهما، ويقفان بصلابة أمام الفتن والمشاكل والمغريات، وأيضا التعاون على الطاعة بأن يحض كل منهما الآخر على عمل الخير، ويشجعه عليه، فقال النبى صلى الله عليه وسلم”رحم الله رجلا قام من الليل فصلى، ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، ثم أيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء”

 

ويقول الغزالي وهو يتكلم على دور الزوج في تعليم زوجته “ويعلم زوجته أحكام الصلاة، وما يقضى منها في الحيض وما لا يقضى، فإنه أمر بأن يقيها النار، قثال تعالى فى سورة التحريم ” قوا أنفسكم وأهليكم نارا” فعليه أن يلقنها اعتقاد أهل السنة، ويزيل عن قلبها كل بدعة إن استمعت إليها، ويخوفها في الله إن تساهلت في أمر الدين، ويعلمها من أحكام الحيض والاستحاضة ما تحتاج إليه، ألا وإن من القواعد والأسس التي يجب أن تقوم عليها البيوت المسلمة، هو التعاون في شؤون الأسرة، فعن الأسود قال سألت السيدة عائشة رضى الله عنها ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت “كان يكون في مهنة أهله أى تعني خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة” وقال الإمام علي رضي الله عنه “يا رسول الله، والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري” وقالت فاطمة رضي الله عنها “قد طحنت حتى مجلت يداي”

 

وهذا لأن رعاية البيت حق مشترك بين الرجل والمرأة، فقال صلى الله عليه وسلم ” كلكم راع وكلم مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى