مقال

الدكروري يكتب عن المجتمع الإسلامى مجتمع آمن

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المجتمع الإسلامى مجتمع آمن

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

إن المجتمع الإسلامى هو مجتمع آمن، وإن الأمن من ضروريات الحياة فليس الأمن بالأمر اليسير أو السهل فهو من ضروريات الحياة فالإنسان لا يمكن أن يعيش بهناء وسعادة وينام قرير العين بدون الأمن، وإن كثير من العبادات وكثير من الأعمال الصالحة لا يمكن أن تكون بدون الأمن، فالأمن ضرورة حياتيه مثل الطعام والشراب، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره” وقد عني الإسلام بهذا الأمر عناية فائقة واتخذ عددا من الطرق والعوامل لتحقيق الأمن في المجتمع الإسلامي ومنها هو العناية بالفرد وتربيته وتنشئته تنشئه صالحة، لأن المجتمع يتكون من عدد من الأفراد.

 

فإذا كان الفرد المسلم عنده وازع إيماني يعصمه من ارتكاب الجريمة وإيذاء الناس، صار هذا فيه حفظ للمجتمع المسلم من شرور هذا الفرد، والمجتمع كله هو مجموعة من الأفراد ولذلك نجد أن الإسلام عني بتنشئة البيت المسلم من البداية فوجه الرجل إلى الزواج بذات الدين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” تنكح المرأه لأربع، لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك ” وقال صلى الله عليه وسلم “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال بعض أهل العلم إن المرأة إذا اختارت كفئا، واختار الولي كفئا غيره، فيقدّم الذي اختارته، فإن امتنع كان عاضلا، فعلى الأولياء أن يتقوا الله في حق الفتاة، كما أن على الفتاة أن لا تتفرد برأيها، وأن تتفهم مشورة وليّها في القبول والرفض.

 

وأن تكون المصلحة مناط الاختيار، وإن العقبة الأكبر أمام الزواج هى الإسراف والمبالغة في التكاليف، فحينما أحيطت بعض حفلات الأفراح بهالة من التكاليف والمبالغات، التي تضخمت حتى أصبحت عقبة كأداء، قد تتجاوز تكاليفها قيمة المهر، فهى تكاليف باهظة، ونفقات مذهلة، وعادات فرضها كثير من الناس على أنفسهم، تقليدا وتبعية، ومفاخرة ومباهاة، وإسرافا وتبذيرا، وتعظم المصيبة إذا اقترنت هذه التكاليف بشيء من المنكرات والمعاصي من اختلاط بين الرجال والنساء، وجلب للمغنين والمغنيات بالمعازف وآلات الطرب، وتضييع الصلوات، وكشف للعورات، وتعرى في لباس الحفلات، ناهيك عن التصوير العلنى والخفى؟ فأى بركة ترجى، وأى توفيق يُؤمل، إذا استفتحت الحياة الزوجية من أول ليلة بالمنكرات، ومعصية رب الأرض والسماوات.

 

الذي بيده مفاتيح القلوب، ولا يملك أسباب السعادة والتوفيق إلا هو سبحانه وتعالى، ألا يعدّ هذا الإسراف المحرم كفرا بالنعمة، وبطرا وتمرّدا على المنعم سبحانه؟ ألا نعتبر بأحوال إخوان لنا فى العقيدة، في بقاع شتى من العالم، لا يجدون ما يسد رمقهم، ولا ما يواري عوراتهم، بل ولا ما يدفنون به موتاهم؟ ولقد جاءت شريعتنا الغراء بتيسير أمور الزواج والحث على الاقتصاد فيه، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” خير النكاح أيسره ” روى أبو داود، وما نريده لأبنائنا وبناتنا هو تيسير الزواج، والمساعدة على الإحصان والعفاف، والحرص على الأكفاء ذوى الدين والخلق، مع البعد عن التكاليف والمبالغات التي تقصم ظهور الشباب، وتصدهم عن الزواج، وعلى الوجهاء والعلماء والأثرياء، أن يكونوا قدوة لغيرهم في هذا المجال.

 

وعلى وسائل الإعلام نصيب كبير في بث التوعية والتوجيه في صفوف أبناء المجتمع، ولكل الآباء والأولياء نقول اتقوا الله فيما ولاكم، واحرصوا على تزويج أبنائكم وبناتكم، ولا تعرّضوهم للعنوسة أو الفتنة والانحراف لا قدر الله، فإننا إذا وضعنا العراقيل أمام الزواج، فلا نلم إلا أنفسنا إذا انتشر الانحلال والدعارة من المعاكسات والعلاقات المشبوهة والسفرات المحرمة، في زمن تعاظمت فيه ألوان الفساد وأنواع الفتن، مما تبثه القنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية التي تفجر براكين الجنس، وتزلزل ثوابت الغريزة، وتهدم قيم الأمة وأخلاقها وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم “إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى