مقال

الدكروري يكتب عن بالأخلاق تعلو الأمم 

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن بالأخلاق تعلو الأمم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن بالأخلاق تعلو الأمم وتنهض وتزدهر وتتقدم، وهي دليل على بقاء الحضارات وتقدم شعوبها ورفعتهم فيقل معدل الجريمة والانحطاط والاستغلال، ولا يصعد الأغنياء والأقوياء على حساب الفقراء والضعفاء، وإن مكارم الأخلاق جُمعت في الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فمن تحلى بخُلق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد تحلى بمكارم الأخلاق، وإن من هذه المكارم هو الحياء، فالحياء هو الخجل من فعل القبيح وقوله، وكذلك الحياء من الله سبحانه والابتعاد عن فعل ما يغضبه، وأيضا الحياء من الملكين اللذين يكتبان الأعمال، والحياء من فعل المعاصي والذنوب والكبائر، فالحياء هو خُلق الإسلام الذي تميز به عن كل الأديان السماوية، وأيضا من مكارم الأخلاق العفو والصفح.

 

فالعفو عند المقدرة هو من أسمى الأخلاق، فلا ميزة فى عفو مع عجز أو ضعف، إنما العفو هو أن تمتلك القدرة على الثأر والعقاب لكنك تؤثر العفو والسماح إرضاء لله عز وجل، وأيضا الصفح الجميل وهو أن تسامح وتصفح دون أن تلحق ذلك بالمن والتذكير بعفوك أمام الناس، وإن أشهر أمثلة العفو ما فعله الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش يوم فتح مكة عندما قال صلى الله عليه وسلم لهم “اذهبوا فأنتم الطلقاء” وأيضا من مكارم الأخلاق هو الرفق واللين فقد جاء فى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أن من ضمن اللذين لا يدخلون النار، كل إنسان كان اللين والسهولة والرفق من أخلاقه وصفاته فى التعامل مع أهل بيته وزملائه وأقاربه، وكل من عرف ومن لم يعرف.

 

وقد خاطب القرآن الكريم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لولا اتصافك بصفة اللين لتركك أصحابك فاللين سبب للقرب واستمرار المحبة والمودة بين الناس، فعن ابن مسعود رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” حرم على النار كل هين سهل قريب من الناس” ويقابل اللين والرفق، الغضب والفحش في القول وما يرافق تلك الحالة من السب والشتم واللعن والتشاؤم، وكل تلك الصفات مكروهة بغيضة من الله سبحانه ومن خلقه، وأن هناك العديد من الأمثلة على مكارم الأخلاق، ومنها هو التعاطف مع الآخرين، والسعي لمساعدتهم لزيادة المحبة والتعاطف بين الناس، والمعاملة الحسنة للآخرين، وذلك من خلال معاملتهم برفق ولين، والتخلق بالحلم والأناة الحرص على إفشاء السلام على جميع الأشخاص.

 

 

سواء كانوا معروفين أم لا، فهذا دليل على الإيمان، وسلامة القلب، والتواضع، وأيضا الالتزام بالأدب واللطف في جميع الأحوال والظروف، والإسراع في زيارة المريض، وأيضا تعلم أدب الاختلاف في الرأي، وكذلك الحرص على الأمانة، وعدم إفشاء الأسرار، والمداومة على تذكر الإحسان، والبعد عن نكران الجميل، ومصاحبة المؤمنين والأتقياء، والحرص على الكلمة الطيبة، وأيضا الحرص على التخلق بخلق التواضع، والحرص على الابتسامة الدائمة، واستقبال الناس بوجه رحب، فهي وسيلة تقرب، وتودد، وحب بين الناس، ولها أيضا الكثير من الفوائد، ومنها هو أنها تعد من أبواب الخير والصدقة، وأنها تقود المرء لكسب الناس، ونيل الأجر والثواب من الله تعالى لأنها من أخلاق النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وأنها أيضا تزيل الهم والغم، وتروح عن النفس، وأنها تدل على صفاء النفس، وحسن خلق صاحبها، وفي الأخلاق نرى أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان شديد الحرص على انتشار الأخلاق الحميدة في المجتمع المسلم، حتى عندما جاء الإسلام فقد أقر بعض أخلاق الجاهلية، التي تتوافق مع قيم الإسلام وألغى بعضها الآخر فكان من ضمن دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم، هو الدعاء بالخلق الحسن، فكان يقول “اللهم اهدني لأحسن الأعمال، وأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيء الأعمال، وسيء الأخلاق، فإنه لا يقي سيئها إلا أنت” وكان صلى الله عليه وسلم يقول”اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء”وكان صلى الله عليه وسلم يقول “الّلهم جمل خُلقي كما جملت خلقي”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى