مقال

الدكروري يكتب عن أصل العبادات التوقيت

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أصل العبادات التوقيت

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

إن أصل العبادات التوقيت، وأنها موقوتة على نص صحيح، وأصل العبادات التوقيت فلا يشرع منها إلا ما شرعه الله تعالى، فقال الله عز وجل كما جاء فى سورة الشورى ” أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ” وقال الله عز وجل كما جاء فى سورة يونس” قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا ” وهكذا فإن أصل الحلال والحرام في العبادات أن الله شرعها ابتداء، بينما أصل المعاملات أن الناس ابتدؤوها، لكن الشرع صححها، أو أقرها، أو عدلها، أو بدلها، وقال بعض الصحابة الكرام عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” كنا نعزل والقرآن ينزل، فلو كان شيئا ينهى عنه لنهانا عنه القرآن” رواه مسلم.

 

ومعنى كنا نعزل أى نعزل ماءنا عن رحم أزواجنا والقرآن ينزل فلو كان شيء ينهى عنه لنهى عنه القرآن الكريم، فهذه قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص صحيح صريح في تحريمها، وإن التحليل والتحريم من حق الله سبحانه وتعالى وحده، وأما عن القاعدة الثانية هى التحليل والتحريم من حق الله وحده، لا يستطيع إنسان كائنا من كان ولو كان نبى أن يحرم من عنده أو أن يحلل، فقال تعالى كما جاء فى سورة الأنعام” إن أتبع إلا ما يوحى إلى قل هل يستوى الأعمى والبصير أفلا تتفكرون” وقد قال بعضهم ثلاث نصائح تكتب، وهى اتبع لا تبتدع، واتضع لا ترتفع، والورع لا يتسع، وأن أول كلمة في الخلافة التي ألقاها الخليفة أبو بكر الصديق رضى الله عنه قال إنما أنا متبع ولست بمبتدع.

 

فهذا مؤمن كبير، أو صدّيق، أو صحابي جليل، أو تابعي جليل، أو فقيه كبير، فهو يكتشف الأحكام ولا يأتي بالأحكام من عنده، وهو يكتشف، ويستنبط، فإن الله عز وجل في القرآن الكريم نعى على أهل الكتاب، أنهم جعلوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله عز وجل، فقال تعالى فى سورة التوبة ” اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون” فإن كلام الأشخاص لا يحلل حراما، ولا يحرم حلالا، فالحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله، والتحليل والتحريم من حق الله وحده، فالأنبياء يبلغون، والعلماء يبينون، والمشرع هو الله تعالى، فهذه قواعد خطيرة وأساسية في علوم الدين.

 

وقد جاء عدى بن حاتم إلى النبى صلى الله عليه وسلم وكان قد اتبع النصرانية قبل الإسلام، فلما سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية من سورة التوبة ” اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون” وقد جاء عدى بن حاتم إلى النبى صلى الله عليه وسلم وكان قد اتبع النصرانية قبل الإسلام، فلما سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية من سورة التوبة ” اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون” فقال يا رسول الله إنهم لم يعبدوهم، فقال صلى الله عليه وسلم بلى إنهم حرموا عليهم الحلال، وأحلوا لهم الحرام، فتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم”

 

فأنت عندما تلتقي مع إنسان لا تقول إنه إله، أما حين يأمرك بما تخالف الشرع وتنصاع له فأنت عاملته كإله، جعلته إلها لا بلسانك بل بسلوكك، فقد أمرك بقطيعة الرحم، مثلا وانصعت له، فأنت ماذا فعلت؟ أنت خالفت شرع الله عز وجل واتبعته، أنت ما قلت إنه إله لكن اتباعك إياه بما يخالف الشريعة جعلته إلها وأنت لا تدري، فقال يا رسول الله إنهم لم يعبدوهم قال صلى الله عليه وسلم” بلى إنهم حرموا عليهم الحلال، وأحلوا لهم الحرام، فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم” وهناك رواية أخرى قال صلى الله عليه وسلم ” ألا إنهم لم يكونوا يعبدوهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى