مقال

الدكروري يكتب عن عندما ينقطع عمل الإنسان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عندما ينقطع عمل الإنسان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من حق المسلم على المسلم هو ستر عوراته ومن ستر على مسلم ستره الله تعالى في الدنيا والآخرة، فعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر ونادى بصوت رفيع حتى اسمع العواتق في خدورهن ” يا معشر من آمن بلسانه ولم يصل الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يوشك أن يفضحه ولو في جوف رحله” ويقول الله تعالى “ولا تجسسوا” أي على بعضكم بعضا، والتجسس غالبا يطلق في الشر، ومنه الجاسوس وهو الشرير، وأما التحسس فيكون غالبا في الخير كما قال عز وجل اخبارا عن يعقوب عليه الصلاة والسلام أنه قال.

 

” يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ” وقد يستعمل كل منهما في الشر كما ثبت في الصحيح أن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ” وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقأوا عينه ” وقيل أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه كان يعس بالمدينة ويحرس الناس ويكشف أهل الريبة منهم، فسمع صوت رجل في بيته يغني، فتسور عليه، ووجد عنده امرأة وخمرا فقال عمر بن الخطاب يا عدو الله،

 

أطننت أن الله يسترك وأنت على معصيته، فقال الرجل وأنت يا أمير المؤمنين لا تعجل عليّ، إن كنت عصيت الله في واحدة، فقد عصيته أنت في ثلاث حيث قال الله تعالى” لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهليها ” وقد دخلت بغير إذني فقال أمير المؤمنين رضي الله تعالى عنه فهل عندك من خير إن عفوت عنك، قال الرجل نعم والله يا أمير المؤمنين لئن عفوت لا أعود إلى مثلها أبدا، فعفا عنه عمر وتركه، وإن الموت هو الحقيقة الواضحة الظاهرة التي لا ينكرها أحد وإن الموت قد كتبه الله عز وجل علي كل حي ولكن هل بعد الموت باقية أم هل ينتهي كل شيء للإنسان ؟ وهنا ينادي علينا جميعا النبي صلي الله عليه وسلم حتي يعلمنا ويخبرنا بأن هناك باقية.

 

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو” رواه مسلم، وقال الإمام النووي رحمه الله، قال العلماء معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع بموته، وينقطع تجدد الثواب له، إلا في هذه الأشياء الثلاثة لكونه كان سببها والصدقة الجارية وهي الوقف، وفيه دليل لصحة أصل الوقف وعظيم ثوابه وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، الصدقة الجارية من أوسعها وأعمّها وأنفعها، وأفضلها هي بناء المساجد، لأن المسجد تقام فيه الصلوات، وقراءة القرآن، ودروس العلم، ويُؤوى الفقراء في الحرّ والبرد، وفيه مصالح كثيرة ليلا ونهارا، ثم هو أدوم من غيره.

 

كذلك الماء حيث يحفر الإنسان عينا يشرب منها الناس، فهذه صدقة جارية، وكذلك الأربطة وهي مساكن لطلاب العلم وكتب العلم وايضا الصدقه دواء للمرضى فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” داووا مرضاكم بالصدقة” صحيح الجامع،والصدقه تدفع ميتة السوء وتكون سببا لحسن الخاتمة فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام ” يا معشر النساء تصدقن، فإني أريتكن أكثر أهل النار” متفق عليه وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله إنما أمرهن بالصدقة لأمور، أن الصدقة من فوائدها أنها تدفع ميتة السوء، وتكون سببا لحسن الخاتمة وايضا الصدقه سبب فى حلول البركة في المال وزيادته فقال الله عز وجل ” الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى