مقال

عناية الله تحوطه وتصونه وترعاه

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن عناية الله تحوطه وتصونه وترعاه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 12 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له مخلصا له الدين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إن حياة النبي صلى الله عليه وسلم نبي هذه الأمة تزخر بالقدوة والمثل الأعلى، وهذا الذي فتأت أمم الكفر تبحث عنه، أما أمته صلى الله عليه وسلم فحياته أمامهم كصفحات الفخر الناصح يستقون من سيرته، فتملأ نفوسهم إيمانا بالله عز وجل، وبهذا النبي صلى الله عليه وسلم العظيم، وإن الحديث عن سيرة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى وقفات كثيرة فإن حياته صلى الله عليه وسلم كلها تبين لنا عزيمته وعلو همته في شتى المجالات.

في الدعوة، والجهاد، والعبادة، وغير ذلك من سيرته العطرة فهو صلى الله عليه وسلم قدوة للناس كافة على اختلاف أجناسهم وألوانهم، ولقد اتصل رسول الله صلى الله عليه وسلم اتصالا شخصيا بقومه، وعرض نفسه على قبائل العرب، ورحل من أجل تبليغ الدعوة، وسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كل طريق لتبليغ الدعوة على الوجه الأكمل، فقال تعالى كما جاء في سورة يوسف ” قل هذه سبيلي ادعوا إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني” أي قل يا محمد هذه طريقتي وسنتي، ومنهجي ودعوتي أنا ومن سار معي على نفس الدرب لأنها السبيل المؤدي إلى مرضاة الله والجنة، لما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالقيام والنهوض بإنذار الناس قيام عزم وتصميم على تحقيق المقصود.

فقال تعالى ” يا أيها المدثر قم فأنذر” ثم أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يصدع بالدعوة إلى الله، فجهر النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة، وصرح بها هو وأصحابه، فما كان من الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن قام بإنذار قومه ودعوتهم إلى الله تعالى بهمة عالية وعزم صادق، واستجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لأمر ربه وقام بتنفيذه، فهذه هي الهمة العالية التي تقود الإنسان للمعالي، فالرسول صلى الله عليه وسلم صدع بأمر الله تعالى لا تأخذه في الله لومة لائم، فدعا إلى اللهِ الصغير والكبير، والحر والعبد، والذكر والأنثى، والأحمر والأسود، والجن والأنس، وفي سبيل هذه الدعوة إلى الله عز وجل واجه النبي صلى الله عليه وسلم أشد الأذى، وقد عزم النبي صلى الله عليه وسلم على ترك مكة موطنه ومسقط رأسه.

متجها إلى المدينة المنورة من أجل هذه الدعوة، وقال الشيخ سيد قطب لقد كانوا يمكرون ليوثقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحبسوه حتى يموت، أو ليقتلوه ويتخلصوا منه، أو ليخرجوه من مكة منفيا مطرودا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان صاحب همة عالية، فواجه هذا التحدي بثقته بالله عز وجل، فيا للثقة العظمى تنسكب في حنايا نفس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويا للتأييد الرباني المطلق الذي ما بعده من تأييد، فيقول ” إنا الله معنا” فأي قوة تثبت أمام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وقوة الله معه؟ وأي تدبير يقف في وجهه وعناية الله تحوطه وتصونه وترعاه؟ ويا للسكينة تغشى نفس الرسول صلى الله عليه وسلم المطمئنة بنصر الله فإذا هي تمضي في الطريق الوعر، وكلها ثقة بهذا النصر، مهما اشتدت وعورة الطريق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى