ثقافةدين ودنيا

الدكروري يكتب عن لوازم المسؤولية الفردية

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن لوازم المسؤولية الفردية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن عذاب القبر ونعيمه ثابت بالكتاب والسنة النبوية حيث قال تعالى “وحاق بآل فرعون سوء العذاب، النار يعرضون عليها غدوا وعشيا، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب” وقال تعالى عن المنافقين “سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم” وقال ابن مسعود وغيره أن العذاب الأول في الدنيا، والثاني عذاب في القبر، ثم يردون إلى عذاب عظيم في النار، وأما الأحاديث في إثبات عذاب القبر ونعيمه، فهي كثيرة بل قد صرح ابن القيم وغيره أنها متواترة، فمنها ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبرين فقال “إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة” ومنها ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم.

كان يقول في دعائه في الصلاة “اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر” وإن من لوازم المسؤولية الفردية أن كل إنسان سوف يحاسب يوم القيامة حسابا فرديا، فقال الله عز وجل “واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون” وفي آية أخرى يقول عز وجل “إن كل من في السموات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا، لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا” فكل إنسان سيقدم على الله فردا وحيدا، وسيحاسب محاسبة فردية، فلابد أن يتحمل مسؤولية نفسه في تربية نفسه وتزكيتها وقيادتها إلى طريق الخير والاستقامة، وقال صلى الله عليه وسلم”ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله.

وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر تلقاء وجهه فيرى النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة” فلابد أن يصير المسلم إلى هذا الموقف وهو إما إلى إحدى حالين، إما أن يكون كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث النجوى”أما المؤمن فيدنيه ربه فيضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه، فيقول أتذكر ذنب كذا وكذا؟ حتى إذا ظن أنه قد هلك قال أنا سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، وأما الفاجر فينادى بذنوبه على رؤوس الخلائق” وكذلك أيضا فإن الإنسان أعلم بنفسه وإن الإنسان أعلم بمداخل النفس، وأعلم بجوانب الضعف والقصور فها، ومن هنا فهو الأقدر على التعامل مع نفسه، إنه يتصنع أمام الناس ويتظاهر أمامهم بالخير، أو يدعوه لذلك الحياء والمجاملة.

أما مافي نفسه فهو أعلم به من سائر البشر، حينئذ فهو أقدر من غيره على علاج جوانب القصور في نفسه، ولا بد أن يشعر كلا الأبوين أنهما مسئولان عن أطفالهما، وهما محاسبان على التقصير في تربيتهما، وعن هذه المسئولية، فمسؤولية تربية الأولاد هي من أهم الواجبات التي يطالب بها الوالدان حقا لأولادهما، وإن من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الأولياء والآباء أن يتخلوا عن هذه المهمة أو أن يقصروا فيها بأن لا يعملوا على تربية وتعويد الأولاد والأطفال على خير الأخلاق والصفات والأفعال، وإن من صور التوجيه النبوي الشريف للصغار، والحرص على إرشادهم للخطأ في سلوكهم وتصرفاتهم لكي لا يألفوه فيعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم طفلاً من أطفال المسلمين أحسن الأدب في تناول الطعام.

وبهذا يعوده على أحسن الأخلاق وأرقها، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الأطفال دائما مكارم الأخلاق وأسماها، من التوكل على الله ،والاستعانة بالله، وقطع الأمل فيما عند الناس، ورجاء ثواب ما عند الله تعالي، ويؤكد القرآن الكريم على تعليم الأطفال وتعويدهم على مكارم الأخلاق فيأمر الوالدين أن يعودوا أولادهما على الاستئذان في أوقات محددة وهي الأوقات التي هي مظنة التخفف من الثياب، وإن أطفالنا نبتات طرية فإذا تركت دون ركائز مالت واعوجت، وما ينشأ عليه الطفل من صغره يصبح ملازما وراسخا معه في كبره، ولكي يحترمك أولادك لابد أن تكون قدوة لهم في جميع تصرفات, فلا يصح أن تنهاهم عن الكذب وتكذب أمامهم ولا أن تأمرهم بالعفة والشرف وأنت بمنأى عن ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى