مقال

الدكروري يكتب عن ما تعدون الشهيد فيكم؟

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ما تعدون الشهيد فيكم؟

بقلم/ محمـــد الدكــــروري

 

إن للشهيد عند الله خصالا وهو أن يُغفر له في أول دفعة من دمه، فأول ما تسكب في الأرض قطرة من قطرات دمه يغفر الله له سجلاته ولو كانت كجبال الدنيا من الخطايا، ويرى مقعده من الجنة، وقال بعض العلماء يراه قبل أن يقتل، وقال بعضهم في سكرات الموت، فيرى مكانه الذي خصصه الله له، ويحلى حلية الإيمان، وهي علامة خاصة بالمؤمنين، وهي للمجاهدين، ودل عليها القرآن في قوله عز وجل ” والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم” ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، فلا يأتيه عذاب من القبر، وهذه للشهداء والأنبياء، ويأمن من الفزع الأكبر ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين، ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه.

 

وذكر هذا الإمام أحمد وصححه الترمذي، وأما عن جملة الشهداء والتعرف عليهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد فقال صلى الله عليه وسلم “إن شهداء أمتي إذا لقليل” قالوا فمن هم يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم “من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد والغريق شهيد” رواه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله المطعون شهيد والغرق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمبطون شهيد وصاحب الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد” رواه أبو داود.

 

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله” رواه البخاري، وعن عقبة بن عامر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد المقتول في سبيل الله شهيد والغرق في سبيل الله شهيد والمبطون في سبيل الله شهيد والمطعون في سبيل الله شهيد والنفساء في سبيل الله شهيد”رواه النسائى، ويتبين مما سبق أن من شهداء الآخرة كذلك هو من مات بالطاعون وهو وباء معروف، صحت الأحاديث فيه أنه شهادة، فعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “الطاعون شهادة لكل مسلم” رواه البخارى، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت سألت، رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون.

 

فقال صلى الله عليه وسلم “أنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله الله رحمةً للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد” رواه البخاري، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون، قلت يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال صلى الله عليه وسلم” غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف” رواه أحمد، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون، قلت يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال صلى الله عليه وسلم.

 

” غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف” رواه أحمد، ولعل الحديث يقصد الفار من بلد أصيب بالطاعون إلى بلد آخر، فيتسبب بذلك في نقل الوباء إليه، ومن ثم يريد النبي صلى الله عليه وسلم حصر المرض وآثاره في مكانه دون أن يتعدى إلى غيره، وأما عن المبطون وهو الذي يشتكي بطنه من إسهال، أو استسقاء أو نحو ذلك، ويقال، بطن بضم الباء وكسر الطاء إذا اشتكى بطنه، فهو مبطون، أو من مات بقرحة المعدة، أو بالسل، أو بأزمة قلبية، أو بأي داء في البطن، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من قتله بطنه لم يعذب في قبره” رواه الترمذى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى