مقال

الرسول في الطائف

جريدة الاضواء

الرسول في الطائف

بقلم / هاجر الرفاعي

 

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي الله نتوكل “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وهواني على الناس، أرحم الراحمين أنت أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بوجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله” إنها كلمات قالها الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم في ظروف صعبه وقاسية أثناء عودته صلي الله عليه وسلم من الطائف.

 

فإن نبينا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم لما اشتد عليه الأمر في مكة بعدما توفي عمه أبو طالب من قريش خرج في رحلة إلى الطائف لنشر الدعوة إلى الإسلام وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم بالطائف عشر ليال، وقيل شهر يلتمس النصر من ثقيف، فلما انتهى إلى الطائف التقي بثلاثة إخوة هم يومئذ سادة ثقيف عبد ياليل بن عبد كلاب وأخوه مسعود وأخوه حبيب، قال أحدهم وهو يمرض ثوب الكعبة: إن كان الله قد بعثك، وقال آخر: أما وجد الله أحدا يبعثه غيرك، والثالث قال: لا أكلمك فإن كنت رسولا فأنت أعظم من أن أكلمك، وإن كنت كاذبا فأنت لا تستحق أن أحادثك، قال نبي الله اكتموها علي.

 

وبينما كان نبينا يبلغ رسالته قالوا يا محمد اخرج من أرضنا وبالفعل رجع النبي من عندهم فأغروا به السفهاء، وقيل إنهم كانوا صفين بينما الرسول خارج من أرض الطائف وهؤلاء كانوا قد اصطفوا فريقين ويرمون النبي الكريم صلي الله عليه وسلم بالحجارة حتى دميت عقباه أي عظمة مؤخرة قدميه الشريفة ومعه زيد بن حارثة يزود عنه حتى أصابه من الشجاج ما أصابه، فلم يستفق المصطفى إلا وهو بقرن الثعالب.

 

وإن رحلة الطائف رغم ما فيها من أحداث مؤلمة من إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، تركت لنا دروسا هامة، ينبغي على المسلم عامة، والمربي والداعية خاصة الوقوف معها والعمل بها، فرسول الله صلى الله عليه وسلم واصل دعوته إلى الله بصبر وثبات، وحكمة ورحمة، فكانت النتيجة النصر من الله، والفتح المبين الذي نعيش في ظلاله، وننعم بنوره إلى يومنا هذا، وإلى يوم الدين.

 

وأن حادثة الطائف قد تفردت دون غيرها من سائر الأحداث الجسام التى تعرض لها النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه قد جمعت بين الألم النفسى والآذى البدنى، بل إن الآلم النفسى قد أستغرق بفكر وعقل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حتى أنه هام على وجهه مهموما حزينا مستغرق الفكر حتى أنه لم يستفق إلا فى قرن الثعالب، أى أنه قد غير مسار رحلة العودة من حيث لا يدرى، لأن قرن الثعالب على طريق نجد شرق مكة.

 

وأن حادثة الطائف هى الحادثة الوحيدة فى حياة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم التى أنزل الله سبحانه وتعالى على أثرها وأثر ما تعرض له النبى محمد صلى الله عليه وسلم فيها ملكين من أشد وأقوى الملائكة وهما جبريل وملك الجبال وذلك بأمر من الله لتخييرالنبى صلى الله عليه وسلم فى الأنتقام مم أساء إليه وآذاه، وهذا وإن دل فيدل على علم الله عز وجل بمدى الحزن والألم النفسى الكبير الذى تعرض له النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

وعلى الرغم من قسوة وشدة ما تعرض له النبى صلى الله عليه وسلم ، فى الطائف ونزول ملك الجبال لتنفيذ ما يريد إلا إنه قد برهن على قلبه الكبير رحمته الحانية واحتماله لأقصى ما يفعله معه المشركون بكل صبر وثبات، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم واقعيا لأبعد درجة؛ فقد قرر أن يدخل في إجارة رجل من أهل مكة، وقانون الإجارة قانون محترم في مكة ، ويقوم على تطبيقه مشركون، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعامل بقوانين المجتمع المشرك ما دامت لا تتعارض مع شرع الله عز وجل، وما دام لا يقدمم تنازلا من دينه أو عقيدته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى