مقال

الدكروري يكتب عن الركن الخامس من أركان الإسلام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الركن الخامس من أركان الإسلام

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن الاستعداد للقاء الله عز وجل هو بحب لقاء الله تعالى فإنه لا يتصور أن يحب القلب محبوبا إلا ويحب لقاءه ومشاهدته، وأن يكون صابرا على المكاره، والصبر من آكد المنازل في طريق المحبة وألزمها للمحبين وأن يكون أنسه بالخلوة ومناجاة الله تعالى وتلاوة كتابه فيواظب على التهجد ويغتنم هدوء الليل وصفاء الوقت بانقطاع العوائق، فإن أقل درجات التنعم بمناجاة الحبيب فمن كان النوم والاشتغال بالحديث ألذ عنده من مناجاة الليل فكيف تصح محبته؟ فإن المحب يتلذذ بخدمة محبوبه وتصرفه في طاعته وكلما كانت المحبة أقوى كانت لذة الطاعة والخدمة أكمل، وأن لا يؤثر عليه شيئا من المحبوبات، وأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.

 

والركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج، وفيه من المنافع العاجلة والآجلة ما لا يدخل تحت حصر، وقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين فضله، فقد روى الطبراني في الكبير والبزار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا يا رسول الله جئنا نسألك، فقال “إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت” فقالا أخبرنا يا رسول الله، فقال الثقفي للأنصاري سل، فقال أخبرني يا رسول الله فقال “جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام ومالك فيه.

 

وعن ركعتيك بعد الطواف ومالك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة ومالك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة، ومالك فيه، وعن رميك الجمار ومالك فيه، وعن نحرك وما لك فيه مع الإفاضة” فقال والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام، لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب لك بها حسنة ومحا عنك خطيئة، وأما ركعتاك بعد الطواف، كعتق رقبة من بني إسماعيل، وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول عبادي جاؤوني شعثا من كل فج عميق يرجون رحمتي.

 

فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورا لكم ولمن شفعتم له، وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات، وأما نحرك فمدخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك فلك بكل شعرة حلقتها حسنة وتمحي عنك خطيئة، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى، وقال البزار روى هذا الحديث، من وجوه ولا نعلم له أحسن من هذه الطريق، وقال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب وهي طريق لا بأس بها، رواتها كلهم موثقون، ورواه ابن حبان.

 

فهذا دين الإسلام ينبني على هذه الأركان العظيمة التي سمعتم بعض فوائدها ومنها ما يطلب منكم الاستمرار عليه في كل لحظة وهو الشهادتان ومنها ما يطلب منكم في اليوم والليلة خمس مرات وهو الصلوات الخمس، ومنها ما يطلب منكم كل عام وهما الزكاة والصيام ومنها ما يطلب منكم مرة في العمر وهو العمر والحج، وما زاد فهو تطوع، فاحمدوا الله إذ هداكم للإسلام وأسألوه الثبات عليه إلى الممات، فسبحانه وتعالى القائل فى سورة آل عمران ” يا أيها الذين آمنوا تقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى