خواطر وأشعار

وصيّةُ شهيد

جريدة الاضواء

وصيّةُ شهيد
كتب / يوسف المقوسي

أنا الشهيدُ
صافحتُ الموت أبيّاً
ونعيتُ للأفق الرّفيع..
رجالاً..ونساءً
شيوخاً..وأطفالاً
منهم اليافعُ،
وفيهم الرّضيع
وأوصيتُ أمّي..أن
تصبّري..وتجلّدي
كفكفي الدمع..وزغردي
اليوم عرسي ..فهلّلي
احملي نعشي..وانثري
على قبري الورود
وأضيئي لي الشموع
افتحي أبواب الدّار،
وازرعيني..أيقونةً
يُقبلُ إليها إخوتي،ورفاقي
يحفظونها في القلب،
وبين الضلوع
ترفعها أختي بوجه الطّغاة
تتزوّدُ بنورها ..
تهديها زوجتي لصغيري
سلاحاً ..صنعتهُ بيدي
طوّرته بعقلي
استخدمتهُ بحكمتي
أحرقتُ به عدوّي
فذبحوني.. بسكّين غدرٍ
مازال جسدي منه موجوع
وأنتم ياأهلي..يارفافي..
اكسروا قواعد المعارك
فهذه..ليست حرباً
بل مسرحاً
لخفافيش الظلام ،
وكلّ غدّارٍ ،وخائنٍ،
ومن بالجنّة مخدوع
شياطينٌ بأقنعةٍ،
إن نطقت..فبكذبٍ
وإن صمتت،
فصمت التآمر
وأفعالها..موثّقة
بالجُبن ،والذلّ والخنوع
لا..لاتغفروا.. ولاتسامحوا
ثوروا ..زلزلوا الأرض ..
تحت أقدامهم
واعبروا جسور الكرامة ،
إلى العلياء،وتذكّروا ..
أنّنا لانعرفُ
لغير الله تذلّلاًً ولا ركوع
حطّموا القيود.. لاتقبلوا الرّكود
صونوا العرض
بادلوا الأرض عشقها
وارووها ..بدم الشريان والوريد
وتذكّروا ..أنّنا
من صنع للتاريخ أمجاداً
وعلّم الأمم.. معنى الخلود
ولاتنسوا ..
أنّ أسوار الوطن ..
لايحميها غير دم الشهداء ،
وأنّني ..عند أبواب السّماء ،
أنتظركم
فنتعانق ..عند ربّ الوجود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى