مقال

الدكروري يكتب عن صفة الإيثار والأنانية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صفة الإيثار والأنانية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

يتمتع البشر بالكثير من الصفات التي تعد حكرا عليه وحده وتميزه عن باقي الكائنات، حتى لو ظهرت هذه الصفات في بعض الكائنات الأخرى أحيانا فهي تظهر على أنها تجلي غريب لدى إحدى الكائنات وليس بشكل تام غالبا، أي إنها تظهر بنسب معينه لا تضاهي تلك التي لدى البشر، ويمتاز الكائن البشري بجمعه لكل الصفات داخل منظومته الشعورية والعقلية، وفي بعض الأحيان يظهر أحدها على حساب الآخر فمثلا من الممكن أن نجد أن صفة الإيثار موجودة لدى فرد من البشر وفي فرد آخر تتجلى صفة الأنانية، وذلك يعود لعدة عوامل أهمها التربية والبيئة الاجتماعية، والصفات الشخصية التي يصقلها المرء في ذاته.

 

ويعمل على تنميتها، وعوامل بيئية واجتماعية لأن الإنسان عبر مر التاريخ في مجتمعاته دائما ما يكون هناك صفات سائدة يشتهر بها مجتمع ما على حساب صفات أخرى، فمثلا يشتهر المجتمع الألماني بعمليته ونشاطه والتزامه تجاه عمله ومجتمعه، بينما يشتهر الياباني بأخلاقه العالية التي عملت على بناء دولة عظيمة بعد كارثة لا يمكن توقع أن تقوم بعدها دولة، ألا وهي الحرب التي تعرض فيها هذا البلد لظلم هائل أدى إلى دمارها تماما، فضلا عن الزلازل التي تحصل فيها والأعاصير والكوارث الطبيعية بشكل عام، بينما يمتاز العربي بصفات عدة كأي مجتمع آخر منها الإيجابية ومنها السلبية، ويستمد كل مجتمع صفاته من ظروف عيشه.

 

ومعتقداته وما يمر به من تجارب تجعله يصوغ قوانينه، ولقد كان النبي صلي الله عليه وسلم رحيما بالاطفال يعطف عليه ويرق لهم، حتي كان بالنسبة لهم كالوالد أو احن، يضمهم ويحن عليهم ويلاطفهم ويحنكهم بالتمر، كما فعل مع عبد الله بن الزبير رضي الله عنه عند ولادته، وفي يوم من الايام جاءه اعرابي فرآه يُقبّل الحسن بن علي رضي الله عنهما فتعجب الأعرابي وقال تقبلون صبيانكم ؟ فما نقبلهم، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم “أو أملك أن نزع الله من قلبك الرحمة ؟” وكان رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم اذا دخل في الصلاة وسمع بكاء الصبي، خفف الصلاة واسرع في ادائهاز

 

والدليل علي ذلك ما ورد عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمّه” رواه البخاري ومسلم، ومن رحمة رسول الله صلي الله عليه وسلم بالنساء فانه من المعروف أن طبيعة النساء الضعف وعدم القدرة علي تحمل المشقات والصعاب، فكان صلي الله عليه وسلم يعتني بهن أعظم عناية، وكان يرفق بهن كثيرا وقد ظهر هذا الامر واضحا في سيرته صلي الله عليه وسلم، حيث حضّ رسول الله صلي الله عليه وسلم علي رعاية النساء والاحسان إليهن كما شدد في الوصية بحق الزوجة ورعايتها والاهتمام بكافة أمورها.

 

وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “من ولي من البنات شيئا فأحسن إليهن كن له سترا من النار” كما قال صلي الله عليه وسلم “ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة” ورحمة رسول الله بالبهائم فكان رسول الله صلي الله عليه وسلم رحيما بالحيوانات التي لا تعقل كما كان رحيما بالناس، فكان دائما يدعو الي الرفق بالحيوانات والرحمة بها، وعدم تحميلها فوق طاقتها، والدليل علي ذلك ما وراه الامام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى