الاقتصادمقال

الدكروري يكتب عن إصلاح الأوضاع الفاسدة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إصلاح الأوضاع الفاسدة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن من حب الوطن أن نذكر فضل مصرنا الحبيبة الغالية، ولقد قال سعيد ابن هلال “إن مصر أم البلاد وغوث العباد, وإن مصر مصورة في كتب الأوائل وقد مدت إليها سائر المدن يدها تستطعمها وذلك لأن خيراتها كانت تفيض على تلك البلدان” وكما قال الجاحظ “إن أهل مصر يستغنون بما فيها من خيرات عن كل بلد حتى لو ضرب بينها وبين بلاد الدنيا بسور ما ضرهم” فإن مصر التي وصى بها حبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم أصحابَه، فقال لهم ” إنكم ستفتحون مصر، وهي أرض يسمّى فيها القيراط، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما ” رواه مسلم، وإن مصر هي أم البلاد وهي أم المجاهدين والعباد.

قهرت قاهرتها الأمم ووصلت بركاتها إلى العرب والعجم, وطئ أقدامها الأنبياء والمرسلون والصحابة المجاهدون، وإن مصر فيها خزائن الأرض بشهادة ربنا جل وعلا لما قال عن نبيه يوسف عليه السلام، كما جاء في سورة يوسف ” قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم” وخزائن الأرض هنا وزارة مالية مصر والتى تعد خزائن الأرض كما ذكر ربنا فقيمة مصر فى ذلك الوقت تعادل الكوكب الأرضي بأسره، وإن من الإصلاح هو إصلاح الأوضاع الفاسدة، حيث يتمثل إصلاح الأوضاع القائمة في مرحلتين مستقلتين عن بعضهما، فالمرحلة الأولى وهى الإصلاح قبل التمكين فبعد أن دعا أنبياء الله تعالى إلى التوحيد الخالص.

قاموا بإصلاح ما أفسده الناس في جميع شؤون الحياة، ومن تلك الإصلاحات، هو إصلاح الوضع السياسي، فلقد تمكن فرعون وملؤه من صد الناس عن عبادة الله بالهيمنة على الوضع السياسي القائم، إذ أجبروا مجموعة من الشبان على تعلم السحر ليفرضوا سيطرتهم على المجتمع ويصدوهم عن عبادة الله تعالى، فقال ابن عباس رضي الله عنهما “أخذ فرعون أربعين غلاما من بني إسرائيل، فأمر أن يُعلموا السحر، وقال علموهم تعليما لا يعلمه أحد في الأرض، فبعث الله تعالى موسى عليه الصلاة والسلام فدعاهم إلى وحدانية الله، وأبطل ما كانوا عليه من السحر بالمناظرة التي انتهت بإيمان السحرة.

ويتبين ذلك من قول أولئك السحرة لما آمنوا بالله تعالى، إذ لم يرهبهم التهديد والوعيد، فقال تعالى فى سورة طه ” إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى” فالإصلاح السياسي لابد أن يبدأ من الحاكم بإقامة دين الله وتحري العدل وأن الدعائم التي تقوم عليها الدولة هي الشورى، والعدالة، والمساواة، ووجود القوة والهيبة للدولة، مع الاهتمام ببطانة الحاكم وموظفيه، فقام الأنبياء بإصلاح هذه الأشياء، وإن من الإصلاح هو إصلاح الوضع الاقتصادي، فقد استطاع الملأ من أهل مدين أن يصدوا الناس عن عبادة الله وحده بالسيطرة على الوضع الاقتصادي من خلال تطفيف الكيل والميزان.

فبعث الله إليهم شعيبا عليه الصلاة والسلام فدعاهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، ثم أبطل ما كانوا عليه، من الظلم في تطفيف الكيل، وبخس الناس أشياءهم والإفساد في الأرض، وقال عليه السلام بعد أن نهاهم عن التطفيف في الكيل والوزن، كما جاء فى سورة هود ” إن أريد إلا إلإصلاح ما استطعت” أي ليس لي من المقاصد إلا أن تنصلح أحوالكم وتستقيم منافعكم، وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي شيء بحسب استطاعتي وقد توعد الله تعالى هؤلاء المطففين بالويل والهلاك، وقام نبى الله يوسف عليه الصلاة والسلام في علاج الأزمة الاقتصادية، بوضع خطة خمس عشرية كما أخبر القرآن الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى