مقال

الدكروري يكتب عن الحذر من فتنة النساء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الحذر من فتنة النساء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الإسلام وسع علينا في طلب الأرزاق والتجارة لكن التاجر الذي يأخذ المال بطرق محرمة كالربا والغش والكذب قد آثر في ذلك حب المال على حب الله، والبخيل الذي يمنع الحقوق الواجبة في ماله كالزكاة والإنفاق في سبيل الله قد آثر حب المال على حب الله، وكما تجب محبة الله تعالى تجب محبة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي تابعة لمحبة الله ولازمة لها، في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين” ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي دلنا على هذا الدين العظيم وما فيه من الخير العميم، وبين لنا طريق النجاة.

 

وسبيل السعادة وحذرنا من الشر والهلاك فبسببه اهتدينا، وإن فتنة النساء هي أشد فتنة علي الإنسان، ولهذا بدأ الله تعالى بها، وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يريد به الحذر من فتنة النساء، وأن يكون الناس منها على حذر، لأن الإنسان بشر، إذا عُرضت عليه الفتن فإنه يُخشى عليه منها، ويستفاد منه سد كل طريق يوجب الفتنة بالمرأة، فكل طريق يوجب الفتنة بالمرأة فإن الواجب على المسلمين سده، ولذلك وجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب، فتغطي وجهها، وكذلك تغطي يديها ورجليها عند كثير من أهل العلم، ويجب عليها كذلك أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال لأن الاختلاط بالرجال فتنة وسبب للشر من الجانبين من جانب الرجال.

 

ومن جانب النساء، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ” خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها” وما ذلك إلا من أجل بُعد المرأة عن الرجال، فكلما بعدت فهو خير وأفضل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد، ولكنهن لا يختلطن مع الرجال بل يكون لهن موضع خاص، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب الرجال وانتهى من خطبتهم، نزل فذهب إلى النساء فوعظهن وذكرهن، وهذا يدل على أن النساء كن في مكان منعزل عن الرجال، وكان هذا والعصر هو عصر قوة في الدين وبعد عن الفواحش، فكيف بعصرنا هذا؟

 

فإن الواجب توقي فتنة النساء بكل ما يستطاع، ولا ينبغي أن يغرنا ما يدعو إليه أهل الشر والفساد من المقلدين للكفار من الدعوة إلى اختلاط المرأة بالرجال، فإن ذلك من وحي الشيطان والعياذ بالله، هو الذي يزين ذلك في قلوبهم، وإلا فلا شك أن الأمم التي كانت تقدم النساء وتجعلهن مع الرجال مختلطات، لا شك أنها اليوم في ويلات عظيمة من هذا الأمر، يتمنون الخلاص منه فلا يستطيعون، ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى أربعة أصناف من المال، كل نوع من المال يتمول به صنف من الناس، أما الذهب والفضة فيتمول بها التجار، وأما الخيل المسومة فيتمول بها الملوك، وأما الأنعام فيتمول بها أهل البوادي، وأما الحرث فيتمول بها أهل الرساتيق.

 

فتكون فتنة كل صنف في النوع الذي يتمول، فأما النساء والبنون ففتنة للجميع، فقال طاوس ليس يكون الإنسان في شيء أضعف منه في أمر النساء، وروي عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قرأ “وخلق الإنسان ضعيفا” أي وخلق الله الإنسان ضعيفا، أي لا يصبر عن النساء، وكان يقال لا تعقد قلبك مع المال لأنه فيء ذاهب، ولا مع النساء لأنها اليوم معك وغدا مع غيرك، ولا مع السلطان لأنه اليوم لك وغدا لغيرك، ويكفي قي هذا قول الله تعالى كما جاء فى سورة التغابن “إنما أموالكم وأولادكم فتنة” وقال تعالى كما جاء فى سورة التغابن أيضا “إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى