مقال

الدكروري يكتب عن العلم أرض خصبة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن العلم أرض خصبة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن العلم هو السلاح القوي الذي يعيد لنا ديننا وأرضنا وثقافتنا وعزّتنا، والعلم أرض خصبة لإنبات رجال يعرفون ما لهم وما عليهم، من خلال أحكام، وحدود، وأوامر، ونواه، هؤلاء الرجال سيكونون قادرين على تغيير هذا الواقع الأليم، وإعادة الانتصارات من جديد كما كان الإسلام أيام العزة، هؤلاء الرجال لديهم القدرة على مواجهة الأفكار الفاسدة، والثقافات الضالة التي تأتي من الأعداء من خلال العلم الصحيح الذي يساعد على تصحيح العقول الفاسدة، وهداية القلوب الضالة، ويمد الإنسان بدلائل الخير والإرشاد، ويفتح لنا مجالات النعيم في الدنيا قبل الآخرة، ويعيننا على قضاء حوائجنا دون إفراط أو تفريط، ويوجهنا إلى الطريق المستقيم.

 

وأن الجهل من أسباب الضلال والانحراف، فهو من أهم الأسباب لحصول الضلال والانحراف عن الحق لصاحبه ولغيره، وهو سبب لانحراف كثير من الناس عن الهدى والصواب، والجهل يمنع صاحبه من إتقان العمل والتقرب به بالصورة الصحيحة والسليمة التي ينبغي أن يكون عليها بسبب ما عنده من القصور، والجهل سبب في عدم معرفة الأولوية في الأعمال الصالحات والجهل داء قاتل يردي صاحبه، والجهل أن يعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه ومنه جهل بسيط، وجهل مركب، فبسيط وهو عبارة عن عدم المعرفة مع عدم تلبس بضده، ومركب وهو جهل أرباب الاعتقادات الباطلة، والجهل المركب وهو أن يسير المرء في حياته.

 

على جهل وهو لا يعلم أنه جاهل بل يظن نفسه على الحق والهدى، وإن من وصايا لقمان لأبنه أنه قال له يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل القطر، ولله در القائل، وفي الجهل قبل الموت موت لأهله، وأجسامهم قبل القبور قبور، وأرواحهم في وحشة من جسومهم، فليس لهم حتى النشور نشور، فإن العلماء هم سادة الناس وقادتهم الأجلاء، وهم منارات الأرض، وورثة الأنبياء، وهم خيار الناس، المراد بهم الخير، المستغفر لهم، وللعلماء فضل عظيم إذ الناس محتاجون إليهم في كل حين، وهم غير محتاجين إلى الناس، والعلماء هم صمام أمان للأمة، فإذا غاب العلماء عن الأمة ضلت في دينها.

 

والعلماء هم الذين يستحقون أن يرفعهم الله عز وجل درجات، فيما أمرهم به من التفسح في المجلس إذا قيل لهم تفسحوا، أو بنشوزهم إلى الخيرات إذا قيل لهم انشزوا إليها، ويرفع الله الذين أوتوا العلم من أهل الإيمان على المؤمنين، الذين لم يؤتوا العلم بفضل علمهم درجات، إذا عملوا بما أمروا به” ولا شك أن بيان فضل العلماء يستلزم بيان فضل العلم لأن العلم أجلّ الفضائل، وأشرف المزايا، وأعز ما يتحلى به الإنسان، فهو أساس الحضارة، ومصدر أمجاد الأمم، وعنوان سموها وتفوقها في الحياة، ورائدها إلى السعادة الأبدية، وشرف الدارين، والعلماء هم حملته وخزنته، ومن أجل هذا جاءت الآيات والأخبار لتكريم العلم والعلماء.

 

والإشادة بمقامهما الرفيع، وتوقيرهم في طليعة حقوقهم المشروعة لتحليهم بالعلم والفضل، وجهادهم في صيانة الشريعة الإسلامية وتعزيزها، ودأبهم على إصلاح المجتمع الإسلامي وإرشاده، وحيث كان العلماء الربانيون متخصصين بالعلوم الدينية، والمعارف الإسلامية، قد أوقفوا أنفسهم على خدمة الشريعة الإسلامية، ونشر مبادئها وأحكامها، وهداية الناس وتوجيههم وجهة الخير والصلاح، فجدير بالمسلمين أن يستهدوا بهم، ويجتنوا ثمرات علومهم، ليكونوا على بصيرة من عقيدتهم وشريعتهم، ويتفادوا دعايات الغاوين والمضللين من أعداء الاسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى