مقال

الدكروري يكتب عن الغل والبغضاء في القلوب

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن الغل والبغضاء في القلوب

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

 

إن فساد البر اليوم كما تعلمون وكما ترون الآن وكذلك انحباس الأمطار وغور الآبار، وشح المياه الجدب في الأرض، ولا تجد البهائم ما ترعى في الأرض، فأنتم السبب في هذا فإن ذنوبكم أصابت البهائم وعقابتها، وكذلك البحر كما ترون ما يصيبه من الهيجان وما يسمونه بالتسونامي وما أشبه ذلك لا يسمونه باسمه الصحيح ويقولون هذا عقوبة من الله سبحانه وتعالى وإنما هو شيء عادي وطبيعي وكوارث طبيعية، وقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم ” ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس” وهذا هو السبب إنه بسبب ما كسبت أيدي الناس من الكفر والشرك والمعاصي والسيئات والمخالفات، ليذيقهم الله عز وجل بعض الذي عملوا.

 

وليذيقهم شيئا من عقوبات أفعالهم لعلهم يرجعون، لعلهم يتوبون، لعلهم يتذكرون، لعل أولاة أمورهم يأخذون على أيدي سفهاءهم، ولعل أفرادهم يتوبون إلى الله، ولعل الآباء والأمهات يصلحون بيوتهم ويأخذون على أيدي من فيها من النساء والذرية، لعلهم يرجعون عما هم عليه، وإن الله سبحانه وتعالى، يدعوكم للاجتماع والاتحاد، ويستحثكم على التآخي والتآلف، ويأمركم بصفاء القلوب ونقاء السرائر، ويحثكم على بذر المحبة في القلوب، واجتثاث أسباب الضغينة والغل والبغضاء من القلوب، ولذلك امتن الله عز وجل على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، بأن جمع أهله ووحدهم به صلى الله عليه وسلم بعد فرقة واختلاف وقتال بينهم دام سنين، فقال سبحانه وتعالى فى سورة الأنفال.

 

” وألف بين قلوبهم لو انفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ” ولقد ظهر العداء بين المسلمين، وبين القبيلة والقبيلة، وبين القريب وقريبه، وبين الأخ وأخيه، وكل ذلك من أجل حطام الدنيا، وحب الانتصار، والعلو، ولقد قلّ التسامح في شيء من ذلك، فنجد النزاع يحتدم ويطول بين شخصين أو أشخاص، وقد يؤدي إلى إيصال الضرر إلى النفوس والأبدان لأحد الطرفين أو كليهما، ومن له علاقة بذلك النزاع، كالزوجات والأزواج، وهذا مما أصيب به المسلمون من ضعف الإيمان، ونسيان أو تناسى حقوق المسلمين بعضهم على بعض، والله عز وجل يقول فى كتابه الكريم فى سورة الحجرات ” إنما المؤمنون أخوة ”

 

وإن الخصومة والفرقة والهجران هو سبب لإيغار الصدور، وطريق للحقد والغل في القلوب، وبريد البغضاء والشحناء في النفوس، فعلى كل مسلم أن يكون هينا لينا سمحا، يرجو من الله تعالى الأجر والثواب، ويقابل بالعفو والصفح، وإن تعدى الخصم حدود الله فيه، فهو يعلم أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين، فيأبى أن يكون عونا للشيطان على أخيه، لأن الله سبحانه وتعالى، يدعوه فيقول فى كتابه العزيز فى سورة المائدة ” فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين ” وإياك إياك أن يغرك الشيطان، فطهر قلبك من الآن، ونقى صدرك في هذا المكان، وكن من أفضل الناس فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال، قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أى الناس أفضل؟

 

فقال صلى الله عليه وسلم ” كل مخموم القلب، صدوق اللسان” قالوا صدوق اللسان نعرفه، فما هو مخموم القلب؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” هو التقى النقى، لا إثم فيه، ولا بغى، ولا غل، ولا حسد ” رواه ابن ماجه، وعن أبي هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا” رواه مسلم، فما قيمة الدنيا بحذافيرها مع خسارة الآخرة؟ وما أشقى حياة من أطاع هواه وشيطانه، وابتعد عن أخلاق دينه، وتوجيهات نبيه صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى