مقال

الدكروري يكتب عن الاهتمام بإصلاح الدنيا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الاهتمام بإصلاح الدنيا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إذا تكلمنا عن حب وفضل الوطن فلا ننسي أن نذكر فضل مصرنا الحبية، فإنها مصر وما أدراكم ما مصر؟ فإن مصر هي كنانة الله في أرضه وهي بلد أمّنها الله عز وجل، فقال سبحانه وتعالي على لسان نبيه يوسف عليه السلام ” ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” فمصرالتي جعلها الله تعالى بلد الخير والعطاء، فذكرسبحانه وتعالى قائلا ” اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم” وقد ورد في الأثر روى سفيان بن عيينة عن سفيان بن سعيد عن مسعر قال “بلعنى أن ملكا أمر أن يخسف بقرية، فقال يا رب فيها فلان العابد، فأوحى الله إليه أن به فابدأ، فإنه لم يتمعر وجهه ساعة قط” وقال مالك بن دينار إن الله عز وجل “أمر بقرية أن تعذب، فضجت الملائكة.

 

وقالت إن فيهم عبدك فلانا، قال اسمعونى ضجيجه، فإن وجهه لم يتمعر غضبا لمحارمى” أى هو صالح في نفسه لكنه ليس مصلحا، فان الأمم المنتصرة على أعدائها، أمم حققت نصرا داخليا أولا، وحقق كل واحد من أبنائها نصرا على الصعيد الشخصي من خلال تغييره ما في نفسه، وإن الاهتمام بإصلاح الدنيا من شيمة المؤمن، فقال تعالى فى سورة الأنبياء ” ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون” وإن مهمة الصالحين هي العناية بالأرض والعمل على استقامة الحياة البشرية وأن يكون زمامها بيد الصالحين المصلحين، وكما يكونون ورثة الفردوس في الآخرة، لابد وأن يكونوا ورثة الأرض.

 

فهل من الممكن أن يكونوا وارثين مكفوفي الأيدي؟ لا طبعا، وإن الصلاح والإصلاح هو ضد الفساد ونقيضه، وهي مصطلحات شرعية ربانية، أوردها الله تعالى في كتابه المحكم العزيز، وجاءت في القرآن على نحو كبير، يربو على السبعين بعد المائة من آيات القرآن الكريم، وإن واقع المسلمين اليوم يُنبئ عن وجود حاجة وضرورة ماسة وملحة إلى الإصلاح الشامل، حيث تتجاذب الاتجاهات والأفكار، وغيرها إلى ميدان الإصلاح، وكل اتجاه يحسب أنه المصلح لهذه الأمة حتي تاهت الأمة، وضاعت معالمها، ولكي نصلح من حال أمتنا لابد من التعرف على منهج الأنبياء والرسل في الإصلاح في ضوء القرآن الكريم.

 

وإذا أردنا النهوض بأمتنا إلى بر الأمان وإنقاذها مما هي فيه من الهوان فعلينا أن نستوعب منهج الأنبياء والرسل في الإصلاح، وكيف دعوا أقوامهم إلى الفلاح بعد أن كانوا مختلفين وعن الحقيقة متفرقين، أي كانوا أمة واحدة فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، فقال ابن عباس رضى الله عنهما “كان بين نوح وآدم عشرة قرون، كلهم على شريعة الحق، فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين” وقال تعالى تعالى فى سورة النساء ” رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما” لذا كان منهج الأنبياء يتثمل في تحقيق التوحيد الخالص لكي يتحقق وعد الله بالاستخلاف في الأرض.

 

والتمكين ونشر الأمن بعد الخوف، لابد من تحقيق التوحيد الخالص، ولقد بعث الله الأنبياء لمهمة واحدة، هي عبادة الله وحده لا شريك له كما جاء في كتاب الله تعالى، وأما التوحيد الذي آمن به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام فهو توحيد الربوبية، أي توحيد الله بأفعاله وأفعال الله هي الخلق والرزق وتدبير الأمور والإحياء والإماتة وهذا التوحيد لا يدخل به المرء في الإسلام، ولا ينفعه يوم القيامة، إلا إذا آمن بتوحيد الأنبياء لأن مشركي العرب كانوا يؤمنون بتوحيد الربوبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى