مقال

الدكروى يكتب عن طريق النبي نور ” جزء 7″

الدكروى يكتب عن طريق النبي نور ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع طريق النبي نور، وعندما علم عثمان رضي الله عنه بالخبر، فأرسل إلى السيدة حفصة رضي الله عنها، لترسل له بالمصحف الذي جُمع في عهد أبي بكر الصديق رضى الله عنه، ليقوم بنسخه عدة نسخ، وقد عيّن زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام رضي الله عنهم، لنسخ المصحف، فقاموا بنسخه عدة نسخ وإرسال كل نسخة إلى مصر، وإحراق ما سواها من النسخ، وإن للقرآن الكريم أربعة أسماء، يدل كل اسم منها على فضله، وشرفه، وهي القرآن الكريم وقد سُمي بذلك لأنه الكتاب الذي يُتخذ للقراءة، ولا يبلغ كثرة قراءته كتاب مثله، وكذلك هو الفرقان وقد سُمى بذلك لتفريقه بين الحق والباطل.

 

وفيه تفريق بين طريق المؤمنين الحق، وطريق المنافقين والفاسقين الباطل، وكما أنه الدستور الذي يفرق فيه المسلم بين ما اختلط واشتبه عليه في أموره، وهو أيضا الكتاب، وقد سُمى بذلك لأنه مكتوب، أي مجموع في الصحف، كما جُمع فيه ما يحتاجه العباد في معاشهم، وحياتهم في الدنيا والآخرة، من الأحكام، والمواعظ، ونحوها وأيضا هو الذكر وله في هذا السياق معنيان، فإما أن يأتي بمعنى التذكير، أي تذكير العباد بالله سبحانه وتعالى، وتذكيرهم بالغاية من خَلقهم وهي عبادة الله، والسعي إلى دخول الجنة، والنجاة من النار، وهذا المقصد من أعظم مقاصد إنزال القرآن الكريم، كما في قوله سبحانه تعالى ” إلا تذكرة لمن يخشى” أو أن يأتي بمعنى المذكور.

 

أي أن الألسُن تتناقل ذكره، وتجعله ذكرا حسنا لها وهذا دليل على عظم مكانته وشرفه، كما في قوله سبحانه وتعالى ” وإنه لذكر لك ولقومك” وأما عن علوم القرآن، فتعرف علوم القرآن بأنها المباحث التي تتعلق بجميع جوانبه، سواء من حيث نزوله وأسبابه وجوه وزمانه وملابسات نزوله، و ترتيبه، وإعجازه، وأساليبه، وجمعه، وكتابته، ومحكمه، ومتشابهه، وناسخه ومنسوخه، والدفاع عنه وأقسامه، وأمثاله، وأحكامه، وصوره الفنية، وبيان المكي والمدني من سوره وغير ذلك من المباحث التي تتعلق به، فموضوع علوم القرآن تتعلق بأي جانب من جوانبه، وأما الفائدة من هذه العلوم، فهي تساعد على بناء الثقافة العالية عن القرآن الكريم، والتسلح بمعارفه القيمة.

 

والإستعداد للدفاع عنه، ويسهل على المسلم معرفة تفسير ومعاني القرآن، وأما عن القصص في القرآن الكريم، فإن القصة في اللغة مأخوذة من كلمة قص، أي تتبع الأثر، وقال الله سبحانه وتعالى، على لسان أم موسى ” فقالت لأخته قصيه” أي تتبعي أثره وانظري من يأخذه، أما القصة فهي الخبر والحال والشأن، وأما قصص القرآن الكريم فهي الأخبار الواردة فيه عن الأمم والنبوات السابقة وأحوالهم، والحوادث التي كانت في الماضي، وقد جاءت في القرآن الكريم على ثلاثة أنواع، فالنوع الأول هو قصص الأنبياء ودعوتهم، ومعجزاتهم، وموقف أقوامهم منها، وعاقبة المؤمنين وغير المؤمنين بها، كقصص أتبياء الله عز وجل، نوح، وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام.

 

وأما النوع الثاني هى قصص تتعلق بحوداث ماضية لأشخاص ليسوا أنبياء، كقصة طالوت وجالوت، وأهل الكهف، وذي القرنين وغير ذلك من القصص، وأما النوع الثالث فهى قصص تتعلق بأحداث حدثت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كغزوة أحد في سورة آل عمران، وغزوة تبوك في سورة التوبة وغير ذلك من الأحداث، وتظهر أهمية وفائدة القصة القرآنية في بيانها أسس الدعوة، وبيانها لأصول شرائع الأنبياء الذين بعثم الله تعالى، وتصديقا لما جاءوا به، وبقاء ذكرهم، وبيان صدق النبي صلى الله عليه وسلم، بإخباره عنهم وبما حدث معهم، كما أن فيها تثبيا لقلب النبى صلى الله عليه وسلم، ومن ءآمن معه بنصر الله تعالى لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى