مقال

نفحات إيمانية ومع محمد رسول الرحمة والإنسانية “جزء 1” 

نفحات إيمانية ومع محمد رسول الرحمة والإنسانية “جزء 1”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، رسالته عامة لجميع الناس عربهم وعجمهم وإنسهم وجنهم، وهذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وقال ابن الملقن رحمه الله ومن خصائصه أن الله تعالى أرسل كل نبي إلى قومه خاصة، وأرسل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الجن والانس، ولكل نبي من الأنبياء ثواب تبليغه إلى أمته، ولنبينا صلى الله عليه و سلم ثواب التبليغ إلي كل من أرسل إليه تارة لمباشرة البلاغ وتارة بالنسبة إليه ولذلك مَنّ عليه الله عز وجل فى قوله تعالى فى سورة الفرقان ” ولو شئنا لبعثنا فى كل قرية نذيرا” ووجه المنة أنه لو بُعث في كل قرية نذيرا لما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أجر إنذاره لأهل قريته.

 

وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تشير إلى هذه الخصوصية، حيث يقول تعالى فى سورة سبأ ” وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون” والنبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان رحيما بالناس كافة ولقد كانت هناك مواقف تبين لنا دائما رحمة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها حياته في التعامل مع كبار السن، فقد جاء أبو بكر الصديق رضى الله عنه بأبيه عام الفتح يقوده نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه كالثغامة بياضا من شدة الشيب، فرحم النبي صلى الله عليه وسلم شيخوخته وقال “هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه، قال أبو بكر رضي الله عنه هو أحق أن يمشي إليك يا رسول الله من أن تمشي إليه”

 

وهو القائل صلى الله عليه وسلم ” ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا” رواه أحمد والترمذي، ومنها حياته صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الكفار، فالإنسانية في التعامل لم تقتصر على المسلمين فحسب بل تعدت لتشمل الكفار كذلك، فعندما قيل له صلى الله عليه وسلم ادع على المشركين قال “إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة” رواه مسلم، وقال في أهل مكة لما جاءه ملك الجبال ليأمره بما شاء” بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا” رواه البخاري ومسلم، ولما أصيب في غزوة أحد قال له الصحابة الكرام ادع على المشركين فقال صلى الله عليه وسلم “اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون” رواه البيهقى.

 

فعلينا أن نتأسى بهديه صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخطئين ونفتح لهم باب التوبة والأمل والرجاء، فإن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أبهرت العالم كله مسلمين وغير مسلمين، في حسن تعامله مع الصغير والكبير، والقوي والضعيف والرجال والنساء والمسلم وغير المسلم حتى مع البهائم والطيور والحيوانات فحياته كلها أنموذج عملي لتطبيق المنهج الإسلامي القويم في كل زمان ومكان ولم يكن عجيبا أن تصنع تلك الشخصية المتفردة ذاك الأثر الكير في نفوس الصحابة، ليقدموا نجاحات مبهرة على الصعيد الفردي والجماعي، وفي المجال الديني والحضاري والاجتماعي، الأمر الذي جعل ليوبولدفايس يقول عن سنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

 

والاقتداء به إن العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عمل علي حفظ كيان الإسلام وعلي تقدمه، وإن ترك السنة هو انحلال الإسلام، ويقول الكونت كاتياني في كتابه تاريخ الإسلام، أليس الرسول صلى الله عليه وسلم جديرا بأن تقدم للعالم سيرته حتى لا يطمسها الحاقدون عليه وعلى دعوته التي جاء بها لينشر في العالم الحب والسلام؟ وإن الوثائق الحقيقية التي بين أيدينا عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ندر أن نجد مثلها، ألا ما أحوجنا أن نرجع من جديد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسير على دربه، فوالله لا سعادة لنا ولا نجاة في الدنيا والآخرة إلا إذا عدنا من جديد إليه وسرنا على نفس الدرب الذي سار عليه، ورددنا مع السابقين الأولين الصادقين قولتهم الخالدة كما جاء فى سورة البقرة ” سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى