مقال

الدكروري يكتب عن أبو القاسم عليه السلام

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أبو القاسم عليه السلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن رسول الله صلي الله عليه وسلم له الأسماء التي تسمي بها وأنه لا يجوز أن نطلق علي النبي صلي الله عليه وسلم أسماء لم يذكرها لنا صلي الله عليه وسلم في سيرتة العطرة، فقد قال الزرقاني في شرحه على المواهب “نقل الغزالي وأقره في الفتح على أنه لا يجوز لنا أن نسميه صلى الله عليه وسلم بإسم لم يسمه به أبوه ولا سمى به نفسه، أي لا يجوز أن نخترع له علما، وإن دل على صفة كمال، فلو جاوزنا ما لم يرد به سماع لربما وصف بأوصاف تليق بالله دونه، على سبيل الغفلة، فيقع الواصف في محظور، وهو لا يشعر” وهذا الذي نقله الزرقاني هو الصواب، إذ يجب الوقوف عند ما ورد به النص، وأما كنيته صلى الله عليه وسلم فهي كما ورد في الصحيح أبو القاسم.

 

ولقد حملت به أمه صلى الله عليه وسلم كما تحمل كل النساء، ومرت بها أشهر الحمل، كما تمر بكل النساء، ووضعته كما تضع كل حامل، ولكن قيل أن أمه صلى الله عليه وسلم لم تجد ثقلا في حمله، وذهب آخرون إلى أنها حملت كأثقل ما تحمل النساء، وقيل في ليلة الولادة أنه حدثت أعاجيب وغرائب، منها دنو النجوم من الأرض، ونزول الملائكة، وامتلاء بيت آمنة نورا، وتحولت آمنة شاعرة تقرض الشعر في هذه المناسبة وغيرها، وفي هذه الليلة كما ذكره كثير من الكتاب ارتج إيوان كسرى وسقطت أربع عشرة شرفة من شرفاته، وخمدت نار فارس، وغيضت بحيرة طبرية، وغير ذلك كثير ولكن قيل أن كل هذا من خيال الوضاعين، ولا صلة له بالحقيقة، ولا بالواقع.

 

ولو كان شيء من ذلك لجاء ذكره في الأحاديث الصحيحة عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن هل كان آباؤه صلى الله عليه وسلم أنبياء؟ فقد ذكر ذلك أبو نعيم، استنادا على أثر عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تعالى ” وتقلبك فى الساجدين” وقال ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يتقلب في أصلاب الأنبياء، حتى ولدته أمه، والآيات الكريمة تدعو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للتوكل عليه سبحانه المطلع على كل أحواله، في قيامه وصلاته منفردا، وكذلك في صلاته في الجماعة، وهذا تطمين له صلى الله عليه وسلم من الله تعالى، والمعلوم من أخبار التاريخ الثابتة خلاف ما جاء به هذا الأثر، فآباؤه القريبين معروفة سيرتهم، ولم يقل أحد أنهم كانوا أنبياء.

 

بل ليس في بيئته وإلى عهد غير قصير من ادعى النبوة، وقد سجل البخاري في حديث أبي سفيان أن هرقل سأل أبا سفيان؟ فقال فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قال أبو سفيان لا، ولقد أيد الله عز وجل أنبياءه بمعجزات دالة على صدق نبوتهم، وما من نبي إلا وله معجزات يجريها الله تعالى على يده دلالة على صدقه، وقد أيد الله نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزات فاقت معجزات الأنبياء الأولين عددا وأثرا، وأعظم معجزاته هي القرآن الكريم، وهو المعجزة الخالدة الباقية ما دامت الدنيا شاهدة على صدق نبوته ورسالته صلى الله عليه وسلم، ومن أمور النبي صلى الله عليه وسلم المعجزة أن شاة مشوية نطقت لتخبره أنها مسمومة حتى لا يأكل منها فعن أبي هريرة رضي الله عنه.

 

أن يهودية بخيبر أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مصليّة سمّتها، فأكل وأكل القوم، فقال صلى الله عليه وسلم “ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة” فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية “ما حملكى على الذي صنعتى؟ قالت إن كنت نبيّا لم يضرك الذي صنعت، وإن كنت ملكا أرحت الناس منك، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت لأنها قتلت البراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى