مقال

الدكروري يكتب عن عبودية الدرهم و الدينار

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن عبودية الدرهم و الدينار

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الله عز وجل هو الإله الواحد المعبود فلا معبود بحق إلا هو عز وجل ولكن هناك أنواع من البشر قد ضلوا الطريق وغابت عقولهم وعميت أبصارهم عن الحق وعن طريق الهداية والرشاد فعبدوا ألهه كثيرة من دون الله عز وجل، وكما أن هناك عبودية الدرهم، والدينار، والخميصة، والخميلة، لقوله صلى الله عليه وسلم “تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميلة، تعس عبد الخميصة، إن أعطي رضي وإن منع غضب، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش” وهذا تحذير من الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته من الإيغال في هذه الدنيا وأن تكون أكبر همهم، فبيّن أن العبد الذي يجمع الدنانير والدراهم ويرضى بذلك وهو أكبر همه ويصرف وقته وطاقته وجهده وشبابه في جمع الدراهم والدنانير.

 

أو جمعِ الخمائل والخمائص وهي أنواع الملابس أو ما يشبه ذلك من ضروب هذه الدنيا ومما فيها، فإنه قد تعس، وقوله صلى الله عليه وسلم “تعس” وهو دعاء عليه بالهلاك، عبد الدينار “عبد الدرهم” وهو الذي يتوقف رضاه على إعطائه الدينار والدرهم، وسخطه على عدم ذلك، وهذه منقصة تدل على أن الدنيا إنما هي معبر وليست بدار إقامة، ووسيلة وليست غاية لكن من خالط قلبه الإيمان كان بخلاف ذلك فيستقل الدنيا ويستضعفها، ويزهد فيها إن لم تكن من طريق حلال، وما عطف على الدينار والدرهم فهم في حكمه كقوله “تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة” والخميصة والخميلة نوعان من الثياب أي الذي يرضى بوجودهما ويغضب عند فقدهما، وقوله صلى الله عليه وسلم “انتكس”

 

ومعناه رجع على عقبيه، وختم له بخاتمة السوء، ومعلوم أن العبرة بالخواتم، ثم بالغ في وصفه، فقال صلى الله عليه وسلم “إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط” وزاد دعاء عليه فقال صلى الله عليه وسلم “تعس وانتكس, وإذا شيك فلا انتقش” ومعنى هذا دعاء عليه إذا وقع في ورطة لا يخرج منها, أي دعاء عليه بالبقاء فيها وعدم الخلاص منها، وقوله صلى الله عليه وسلم “وإذا شيك فلا انتقش” معناه إذا أصابته مصيبة دنيوية مثل الشوكة مثلا فلا انتقش، معناه لا أزيلت عنه ولا أخذت عنه بالمنقاش الذي يزال به الشوك، وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا عن اتباع الدنيا، وقد أوتي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، ففضل الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء عليهم السلام.

 

بأن أعطاه جوامع الكلم، فكان صلى الله عليه وسلم يتكلم بالقول الموجز القليل اللفظ، الكثير المعاني وقد أعطاه الله عز وجل مفاتيح الكلام، وهو ما يسره له من البلاغة والفصاحة، والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت عليه، وقال الهروي نعني بجوامع الكلم القرآن جمع الله تعالى في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة وكلامه صلى الله عليه وسلم كان بالجوامع قليل اللفظ كثير المعاني، وقال الزهري جوامع الكلم فيما بلغنا أن الله تعالى يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين، ونحو ذلك، وقال ابن رجب الحنبلي فجوامع الكلم التي خص بها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان، أحدهما ما هو في القرآن.

 

كقوله عز وجل فى سورة النحل ” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون” وقال الحسن لم تترك هذه الآية خيرا إلا أمرت به، ولا شرا إلا نهت عنه، وأما الثانيه ما هو في كلامه صلى الله عليه وسلم، وهو موجود منتشر في السنن المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن النبى صلى الله عليه وسلم أوتي مفاتيح خزائن الأرض، وقال الخطابي المراد بخزائن الأرض ما فتح على الأمة من الغنائم من ذخائر كسرى وقيصر وغيرهما، ويحتمل معادن الأرض التي فيها الذهب والفضة، وقال ابن حجر قال غيره بل يحمل على أعم من ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى