مقال

الدكروري يكتب عن معونة الناس والرفق بهم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن معونة الناس والرفق بهم

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

تحتفل الأمة الإسلامية في شتي بقاع الأرض من مشارقها إلي مغاربها في هذه الأيام بذكرى ميلاد سيد الأنام، ونحتفل معه بميلاد الشريعة السمحاء التي أنزلها الله، فعالجت كل داء، ورفعت عن أهلها كل بلاء، فعالجت كل داء في الأرض، ورفعت كل عناء وبلاء نازل من السماء، فكان أهلها في خير دائم لا ينقطع أبدا خير في نفوسهم وخير في بيوتهم، وخير في قراهم وخير في مُدنهم، خير في دولهم ومجتمعاتهم، ما داموا بهذه الشريعة عاملين، وعلى نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم سائرين، وإن من القربات التى حضنا عليها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، هو إدخال السرور على المسلم، وأن نمد له يد العون وقد قال صلى الله عليه وسلم “الله فى عون العبد ما كان العبد فى عون أخيه”

 

وقال صلى الله عليه وسلم ” فمن يسر على معسر يسر الله له” فمعونة الناس والرفق بهم، والإحسان إليهم صور عملية تطبيقية من جبر الخواطر، ولا حدود لها من الثواب ولكنها مسببة للفلاح والنجاح، فقد قال تعالى “وافعلوا الخير لعلكم تفلحون” وقال عز وجل ” وتعاونوا على البر والتقوى” وقال صلى الله عليه وسلم “خير الناس أنفعهم للناس” فعندما تجد شخص يائس ويشعر بالفشل وتشجعة وتقول له أنه يستطيع أن ينتصر فأنت بهذا الشكل جبرت بخاطرة، لذلك فهناك العديد من الأشكال لجبر الخواطر، ومن يقوم بجبر خواطر الناس هو شخص ذو قلب أبيض في زمن قل فيه هؤلاء الأشخاص وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يجبر بخواطر الناس، فقد كانت هناك إمرأة عجوز.

 

كانت تريد أن تصلي خلف النبي صلي الله عليه وسلم ولا تستطيع الذهاب الي الجامع، فذهب اليها النبي صلي الله عليه وسلم مع خادمة وصلي بها في بيتها، وإن كسر الخاطر قد تراة شئ بسيط ولكنه قد يحول حياة شخص كامل ويدمرها، فمثلا شخص رسم رسمة وهو مبتدئ في الرسم وتلك الرسمة كانت بسيطة وليست رائعة فإذا قلت له أن رسمه سئ وأنه غير موهوب قد يترك الرسم ويبتعد عنه لأنك كسرت بخاطرة ولكن إذا جبرت بخاطرة وشجعتة وأعطيتة بعد النصائح قد يطور من نفسة ويصبح فنان موهوب، وقيل أن الإمام أحمد بن حنبل كان يدعو دائما لشخص يدعي أبا الهيثم فسأله إبنة من هو أبا الهيثم الذي تدعو له دائما، قال له عندما سُجنت وكنت أتجهز لكي أضرب بالسوط كان هذا الرجل معي في السجن.

 

شدني من ثوبي وقال لي أتعرفني فقلت له لا فقال أنا أبو الهيثم العيار اللص الطرار، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضُربت ثمانية عشر ألف سوط وصبرت علي هذا من أجل الدنيا ومتعتها، فاصبر أنت علي السوط من أجل الدين، فكانت تلك الكلمات من أبي الهيثم للإمام أحمد بن حنبل دافع له لكي يصبر علي التعذيب وكلما شعر أنه تعب من كثرة التعذيب، تذكر كلمات أبي الهيثم فكلماتة جبرت بخاطرة طوال سجنة وساعدتة لكي يصبر حتي نصرة الله علي أعدائة، وإن التبرع بالصدقات من أفضل صور جبر الخواطر، وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال “اتقوا النار ولو بشق تمرة” فالصدقات لم يقيدها الله سبحانه وتعالى بل تركت لقدرة العبد على الإعطاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى