مقال

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

جريدة الاضواء

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

 

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

 

• قصة نموذج للأنسانية والرحمة والفطرة البشرية فقط. لعلنا نتعلم ونقلد . في مطعم بإحدىٰ الولاٰيات الأمريكية ناولت نادلة المطعم «الجرسونة» قائمة طعام الغداء إلىٰ رجل وزوجته، وقبل أن يطلعا علىٰ القائمة سألاها أن تعرض عليهما أرخص طبقين كونهما لاٰ يمتلكان مالاً كافيا إثر عدم حصولهما علىٰ راتبهما منذ عدة أشهر؛ بسبب تحديات مالية تواجهها الجهة التي يعملان لديها.

لم تفكر النادلة سارة طويلا.

 

•إقترحت عليهما طبقين فوافقا بلاٰ تردد ما داما هما الأرخص.جاءت بالطلبين وتناولاٰهما بنهم، وقبل أن يغادرا طلبا من النادلة الفاتورة. فعادت إليهما ومعها ورقة داخل المحفظة الخاصة بالفواتير كتبت فيها ما معناه: «دفعت فاتورتكما من حسابي الشخصي مراعاة لظروفكما. وهذا مبلغ مائة دولار هدية مني وهذا أقل شيء أقوم به تجاهكما. شكرا للطفكما. التوقيع سارة».

 

•كان الزوجان في غاية السعادة وهما يغادران المطعم.اللافت في الموقف السابق أن سارة شعرت بسعادة غامرة لدفعها مبلغ فاتورة طعام الزوجين علىٰ الرغم من ظروفها المادية الصعبة، فهي تدخر منذ عام تقريبا قيمة غسالة أوتوماتيك تود أن تشتريها، وأي مبلغ تهدره فسيؤجل موعد اقتنائها لهذا الجهاز الحلم، فهي تغسل الثياب بغسالة قديمة.لكن أكثر ما أحزنها هو توبيخ صديقة سارة لها عندما علمت بالموضوع. فقد نددت بتصرفها؛ لأنها حرمت نفسهاوطفلها من مال هي أحوج إليه من غيرها لشراء الغسالة..

 

•وقبل أن يتغلغل الندم إلىٰ داخلها إثر إحتجاج رفيقة عمرها علىٰ مبادرتها تلقت اتصالاً من أمها تقول لها بصوت عالٍ «ماذا فعلت ياسارةِ؟». ردت بصوت خفيض ومرتعش خوفاً من صدمة لا تحتملها «لم أفعل شيئا. ماذا حدث؟».

أجابت أمها«يشتعل الفيسبوك إشادة بكِ ومدحا لتصرفك. رسالتك للزوجين علىٰ الفيسبوك بعد أن دفعتِ الحساب عنهما في حسابهما وتناقلها الكثيرون. انا فخورة بكِ»..

 

•لم تكد تنتهي من محادثتها مع أمها حتىٰ أتصلت عليها صديقة دراسة تشير إلىٰ تداول رسالتها بشكل فيروسي في جميع المنصات الإجتماعية الرقمية. وفور أن فتحت سارة حسابها في فيسبوك، وجدت مئات الرسائل من منتجين تلفازيين ومُراسلين صحافيين يطلبون مقابلتها للحديث عن مبادرتها المميزة.

وفي اليوم التالي، ظهرت سارة علىٰ الهواء في أحد أشهر البرامج التلفزيونية الأمريكية وأكثرها مشاهدة. منحتها مقدمة البرنامج غسالة فخمة جدًا وجهازا تلفازيا حديثا وعشرة آلاف دولار. وحصلت من شركة إلكترونيات قسيمة شراء بخمسة آلاف دولار. وإنهالت عليها الهدايا حتىٰ وصلت إلىٰ أكثر من (100) ألف دولار تقديرا لسلوكها الإنساني العظيم.

تكلفة وجبتي طعام لم تكلفها أكثر من بضع دولارات ومائة دولار غيرت حياتها.

 

•ليس الكرم أن تعطي ما لاٰ تحتاج، وإنما أن تعطي ما أنت في أشد الحاجة إليه.الفقر الحقيقي هو فقر الإنسانية والمواقف …

درس من سيدة لم تتشدق بالتدين ولا بالسلوك الدينى بل تصرفت بالفطرة الربانية والإنسانية. ليتنا نتصرف كبشر وليس كشيوخ. فدينك لك وإنسانيتك للجميع….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى